لنبدأ بالعنوان و الذي من المؤكد أنه استرعى انتباهك "نصف ميت دفن حياً "
و لنبحر معاً في أحداث الرواية التي تميزت بكثرة الشخصيات و التي لا تجمعهم سوى حادثة الحافلة و أيضا كثرة الأحداث و تداخلها لتظهر براعة و تمكن الكاتب في أن يجعل ذلك التداخل و الحيرة ينتهي دائما بمفاجأةٍ مدوية شافيةً لحيرتك 👌
و أسلوب الكاتب الذي يبدأ عادياً ثم ينتقل لمرحلة التشويق بغتةً ، و لغته العربية التي توحي بثقلها في أسلوبه و هو ما أثار حيرتي و سخطي في آن واحد لمزجه العربية بالعامية و جعلني في بعض الأحيان افقد مسار الأحداث و كأن فجوة التهمتني ، ربما كان ذلك لتعلقي الشديد بالفصحى و قد آثرت استخدامها في كل الرواية أكثر و لكن لا بأس ..
أكثر ما يميز تلك الرواية هو تفاعلك مع شخصياتها و إن دلّ ذلك فقد دلّ على تمكن الكاتب من اختراق الأحداث لملامسة عواطفك و قلما تقرأ روايةً تفعل بك هذا 👌و قد استحق "حسن " أن نرفع له القبعة لذلك ❤
فقد تفاعلت مع داليا العاشقة الهائمة منتظرةً لحبيبها الذي خطّ روايةً جعلتها تعيش سطورها حقيقة ! و إلى مريم الشخصية السطحية التي استفزتني بسلبيتها و طاهر الذي يعاني من " النيكروفيليا " (جماع الاموات) الذي اقشعرّ له بدني و استشطت غضبا منه و تفاعلت مع خالد و غيره من الشخصيات التي ستمتعك و تغلف قلبك رعبا في الوقت ذاته 👌
أولى قرائتي لكتابات حسن الجندي و لا أظن بأنها ستكون الأخيرة ❤
تقييمي ٧ و نصف من ١٠ 🌸