ليل علي بابا الحزين > مراجعات رواية ليل علي بابا الحزين > مراجعة Nàdjwá

ليل علي بابا الحزين - عبد الخالق الركابي
أبلغوني عند توفره

ليل علي بابا الحزين

تأليف (تأليف) 3.4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

#رواية_ليلْ_علي_بابا_الحزينْ

#عبد الخالق الركابي

292 صفحة.

نُهبتْ المغارةُ فَفُتحَ البابُ عن جرارِ الذهبِ و الفضة و آبار مجهولةٍ من زيتٍ أسود أسالَ لعابَ أربعينَ حرامي بعد أن استبدلوا كلمةَ السرّ القديمة "إفتحْ يا سمْسم" بديباجةٍ أخرى "جئْناكم بالديموطرطية" ... و علي بابا قَابعٌ في سِجنه يُحيطهُ الحرمانُ و الضعفْ و تُكبلهُ الخيانة و الطائفيةْ ...نادىَ على كهرمانةَ لتملئ الجرار زيتاً مُغلى... فاكتشفَ أنهاَ غادرتْ مع قوافلْ المهاجرينْ في تغريبةٍ جديدةْ...

عبد الخالق الركابي شاعر وقاص وروائي عراقي، من مواليد بدرة في العراق عام 1946. متخرج من أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد 1970، عمل في التدريس تسع سنوات، ثم محرراً في بعض الجرائد والمجلات ، بدأ بكتابة الشعر، وأصدر ديوان "موت بين البحر والصحراء" عام 1976، ثم توجّه إلى كتابة القصص القصيرة فأصدر "حائط البنادق"، ليستقر أخيراً على كتابة الرواية.

تعدّدت مواضيع رواية ليل علي بابا الحزين للكاتب الروائي عبد الخالق الركابي ، بين التاريخية ، الواقعية و الإجتماعية ، كما هدفت إلى ربط الماضي بالحاضر لإكتشاف الأسباب التي أدت إلى الحدث المشؤوم و هو غزو العراق من طرف الأمريكان سنة 2003 .

تتداخلُ الفترات الزمنية المتقطعة في هذه الرواية فيما بينها من الوجود العثماني في منطقة الخليج (و بغداد تحديداً) عبوراً بالانتداب البريطاني على العراق وصولاً إلى الاحتلال الأمريكي في سنة 2003 لكن بشكل عشوائي تبرز في حوارات الروائي مع صديقه بدر الطارش مدير متحف الأسلاف ، هذا الأخير يمثل أرشيف الرواية في نظري لما يحمله من شهادات حية مهمة و خطيرة لقبيل الانتداب البريطاني على العراق و لما له من علاقة قريبة جداً مع أحد البريطانيين المنقبين عن الآثار الذي يتضح فيما بعد أنه مجرد جاسوس بريطاني عاد كنائب للحاكم غداة احتلال العراق و بذلك تسنى لبدر الجمع بين إحتلالين الاحتلال البريطاني الذي كان شاهدا عليه و الاحتلال الامريكي القادم الذي شهده الروايي.

شرٌ لابدَ منه...

يُمهد الروائي في شكل مقلق و مشوق للقارئ للإحتلال الأمريكي للعراق من أول الرواية و يجعله حدث لا مفرّ منه و نتيجة حتمية لتهور النظام على حد قوله في معالجة مشاكله الخارجية و الداخلية على حد السواء و بذلك يسرد لنا بشكل مقتضب مراحل تاريخية هامة مرت على العراق مثل أعوام الحرب الثمانية مع إيران، والغزو العراقي للكويت، إضافة إلى فترة الحصار الاقتصادي التي فُرضت على العراق و تظهر مصطلحات تدعو القارئ للعودة لمحركات البحث للبحث عنها على غرار حرب العشرين ، عاصفة الصحراء...

تحرير على يد الأمريكان !!!

الرواية أيضاً تمثل وثائقي و شريط فيديو بعرض واقعي سريع للأحداث للفترة التي تلت الغزو الأمريكي للعراق فيصور لقطة دخول الأمريكان و هو قابع في سجن النظام السابق على إثر إعتقاله هو و عدد من الأشخاص بتهمٍ واهية بسبب وشاية محرض ، في عبارة تهكمية أنه لن يقبل أن يخرج من سجنه و أن يحرره الأمريكان و هنا تكمن برأيي رمزية هذا العمل الروائي في أن العراق يرفض أن تدخل أمريكا محررة له من النطام السابق و مدعية جلب الديموقراطية للبلاد و للشرق الأوسط ككل.

برافو... علي بابا...

ينقل لنا الركابي الجو الذي ساد العراق عقب دخول القوات الأمريكية و كيف إنفجر الكبت الذي ظلّ يكبلْ الإنسان العراقي طيلة فترة الحصار الاقتصادي المفروض على العراق و كيف خرجَ لنا هذا الكبت في شكل فوضى و هستيريا من السرقة طالت كل ما إستطاع الفرد حمله و من ثمة بيعه على قارعة الطريق و في مشهد مثير للشفقة أيضاً كيف أطلق الجنود الأمريكان على الشعب العراقي لفظة علي بابا في معنى حرامي أو لص وتعنى في مفهومهم حرامي أو لص و منه جاءت كلمات الشاعر العراقي طالب السوداني:

مو علي بابا العراقي ...مو علي بابا .....

سومري ومن اصل راقي ... مو علي بابا.

العلم الناس الكتابة .... مو علي بابا...

رماد المتنبي...

تميزت لغة الرواية بالسلاسة بين الواقعية و الإتقان الذي أجاده الكاتب و زاد الوصف الدقيق مع رسم المشاهد من تصوير للشوارع و البنايات متنقلاً بين بغداد و الأسلاف التي مرت بمختلف الفترات و الأحداث ، شكلت بذلك صورة جديدة للعاصمة بغداد و حتى التحولات التي طرأت على المدينة الحدودية الأسلاف و التغيرات التي مستْ سُكناها و ساكنيها.

كما يصور لنا عبد الخالق الركابي في هذه الرواية بعدسة قلمه الحرب على العراق تحديداً آثارها على بغداد على الناس والمدن كيف تغيرت الشوراع و تحولت إلى ميدان معارك دامية طائفية و لصوصية و قد ملئت بالحواجز الأمنية الاسمنتية على طول الطريق و يعرج بنا إلى الشارع الأثير شارع الثقافة رمز العراق و مرآته ، قلبه النابض بعبق رائحة الكتب و التاريخ : شارع المتنبي فيصوره لنا في كامل أبهته و تنوعه قبل الاحتلال و يوم صار رماد و خراب بعد أن طالته التفجيرات اللعينة التي لم تستثني شيئا في بغداد الجريحة.

في ظلِ الفوضى تطفو الحبةُ الجوفاء ..

كما و يصور لنا في مقارنة عجيبة و رمزية كيف تحول بعض الفقراء ممن عُرفوا بالكذب و الحيل في مدينة الأسلاف و قد تحولت حالتهم المادية إلى ما فرق الريح كما يقال بسبب إنتهازهم فترة الفوضى و اللصوصية ليصبحوا من أثرياء البلد عبر التجارة الحدودية مع إيران غير المشروعة التي أخذت في التزايد يوما بعد يوم

و بذلك أخذت فئة جديدة تطفو على السطح تتحكم بالوضع من تجار ، ساسة و حتى رجال دين.

ما جدوى الكلماتْ ..... .

تميزت الرواية بحبكة مركبة بدأت في مقدمتها بما آل إليه وضع بغداد بعد الغزو ثم يعود بنا الركابي إلى ما قبل الغزو بقليل في ظل النطام السابق حيث يخنق الحصار الاقتصادي سكان العراق ثم يعود بنا أيضا الى أكثر من ذلك الى الوجود العثماني الذي تلاه الإنتداب البريطاني ، على ذلك تسلسلت الأحداث و إندرجت ضمن الرواية عناوين رئيسية أولها 1- الخروج من المغارة و فيها يرمز الكاتب إلى بوادر الغزو و هو يربط خروجه من السجن بخروج البلاد من المغارة ثم 2افتح يا سمسم و بذلك فتحت بغداد على مصرعيها أمام الغزو و أمام عهد اللصوصية و النزاع الطائفي و الفوضى العارمة الذي إجتاحت البلاد و أخيراً 3 كلمات كهرمانه الاخيرة في بوادر تشكيل برلمان عراقي الكل يتسابق عليه مع تغريب آلاف العراقيين و تركهم البلاد دون وداع.

📝اقتباس:

(فقدتُ إيماني بجدوى الكلماتْ ، لا قدرة لي على إضافة كتابٍ آخر إلى عالم تحول فيه الإنسانُ الى محضِ رقمٍ مهمل بين مليارات الأرقامِ الأخرى ، يزيده التقدم التكنولوجي عزلةً و بؤساً).

(إنَ "كهرمانة" في نصبهاَ القائمْ في منطقةِ "الكردادة" توقَفتْ يوم التاَسع من نيسان عنْ سكبِ الزيتِ في جِرارها حيث شوهد أربعونَ لصاً يثبون تباعاً مغادرين تلك الجرار ليتوزعوا تحْت جنح الظلام في شتى أنحاء العاصمة).

(لا تسألني عن البقعةِ التي إستقرَ بي المقام فيها خلفَ "بحرِ الظلمات" فكل بقاع الأرضِ لم تعد تعني لدي شيئا منذ خيم الليل الحزينْ على وطني فهجرته دون وداع ، مستهدية سبيلي بنعيب الغراب الذي سيظلُ يلاحقني أينما وليت بوجهي ، فكل البقاعِ تتشابه ، ما دامت جهنم قد امست بحجم الكون كله).

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق