ليس هناك أسوأ من مدينة تبدو كمدينة فاضلة وهي في حقيقة الأمر مدينة مدمرة ... مغشوشة ... جاهلة وعمياء عن الحقيقة.
قررت ألا أكتب المراجعة كالعادة حتى أشاهد الفيلم ووجدتها فرصة كي أراجع الكتاب والفيلم معاً في آن واحد
الكتاب :-
الرواية من نوع الدستوبيا
تدور أحدث القصة في المستقبل ... حيث تغير العالم وأصبح أكثر جهلاً وخضوعاً للمنظومة الحاكمة
إنتشرت التكنولوجيا ووسائل المتع والترفيه وابتعد الناس عن الثقافة والمعرفة ... بل زُرع فيهم الخوف من الكتب والمثقفين
حتى أن الحكومة غيرت مهمة رجال الحرائق ... من إخماد الحرائق إلى إشعالها ...
بالتحديد ... حرق كل كتاب تمسه إيديهم ومعاقبة كل من يظهر أدنى إهتمام بالمعرفة
بدا السكان سعداء بهذا لأن شعار الحكومة هو السعادة وراحة البال
وضاع أغلب التراث الأدبي والفني والناس لا يفهمون ولا يعبئون
تمارس السلطات دوماً نوعاً من ال Manipulation
تُغير الحقائق وتتلاعب بها كالدمى
والناس يصدقون لأن ليس هناك ذكرى لديهم عن الماضي ولا لديهم معرفة سوى بالمرح واللهو
وهنا يبدأ رجل الإطفاء -أو لمزيد من الدقة رجل الحرائق- مونتاج بإستكشاف الكتب التي يحرقها
وهذا سيؤدي به إلى كشف عالم كامل مليء بالأسرار عن الكتب والقراء وكيفية الإحتفاظ بها
الأحداث كثيرة لا أريد حرقها ولكن أتمنى أن أكون نقلت جزء من الصورة العامة بشكل واضح.
الرواية مثيرة للإهتمام جداً
طريقة السرد غير اعتيادية نوعا ما على الأقل بالنسبة لي
ذُهلت حينما عرفت أن الكتاب تم نشره عام 1953
وصف التكنولوجيا والحياة العصرية القريبة جداً مما نعيشه الآن صعب التصديق
خطفت ذهني ووجدتني فضولية جداً لأشاهد الفيلم
الفيلم:-
(Fahrenheit 451)
إنتاج 2018
بطولة Michael B. Jordan
على الرغم من أن الفيلم كما يُقال well executed أو جيد التفيذ
ويبدو أنه أيضاً صُرف عليه الملايين
لكنه لم يلقى إستحسان كبير من الجمهور
وتقييمه أتي منخفضاً جداً
تقيممه على Imdb وصل إلى 4.9/10
33% على rotten tomatoes و
يمكنني تفهم لماذا يكره الناس الفيلم إلى هذا الحد
إنه الـ Disappointment
على الرغم من الجهود المبذولة في عمل الفيلم
إلا أنه يبدو بعيداً تماماً عن فكرة الكتاب
قام صناع الفيلم بتغيير الكثير والكثير من الأحداث
وغيروا كثير من الشخصيات والعلاقات الموجودة بالقصة
(حتى إنهم قاموا بمحو شخصيتين في غاية الأهمية (زوجة مونتاج - العجوز فابر الذي رافقه في رحلته الثورية
كل من قرأ الرواية سيفهم كيف كانت هذه الشخصيات مهمة ومؤثرة في الحكاية
وعلى الرغم من هذا محوها وغيروا وحرفوا لتلائم القصة الصورة السينمائية ولكن تم ذلك بشكل فج وهابط مما أدى إلى تشويه القصة تماماً
لو لم توجد الرواية سيبدو الفيلم جيد .. حسناً .. لا بأس به
لكن تحرييف القصة إلى هذا الحد هو الذي أدى إلى فشله
أيضاً أنا كقارئة أنتظرت الكثير من الفيلم ولكن ما شاهدته جاء قليل جداً وسطحي للغاية
لا أبالغ إن قلت ان ما رسمته في عقلي عن القصة كان أفضل وأكثر حيوية مما شاهدته في الفيلم
هناك فيلم آخر أُنتج علم 1966
لكنني لم أشاهده بعد
تقييمه أيضاً أفضل من الفيلم الحديث
على كلٍ ... الكتاب لفت إنتباهي وتفكيري لأيام عدة
وأنا عموماً أحب الكتب التي تستفذني لأفكر وتستحوذ على عقلي
وكان هذا الكتاب واحد منهم بلا أدنى شك
يستحق القراءة
ولكن الفيلم ... لا يستحق المشاهدة