كل كلمات الالم لا تصف بشاعة الحروب على مدار التاريخ .. الأسوء من الإبادة أن يصبح البشر مجرد أرقام في جداول الإحصاءات متجاهلين حياواتهم المنفردة. . متجاهلين أن كل فرد قتل كان لموته حكايه .. ألمه حين أصيب والرعب الذي زلزل أركانه والفقد الذي عانه ومراقبته ملك الموت يجتث أرواح رفاقه أمام عينيه وهو ينتظر أن تحين لحظته.
اثنا عشر عاما من العذاب تماهت فيها اللغات والديانات تحكيها الروايه خلال فترة حكم العثمانين أثناء الحرب الأهلية في لبنان. .
اثنا عشر عاما جاب فيها حنا الأرض من أولها إلى آخرها يحمل عظامه في كيس جلده بعد أن اقتيد من مرفأ لبنان إلى سجن بلغراد باسم لا يحمله وديانة لا يدينها.
أعجزني استرسال الكاتب في الوصف الدقيق للمشاعر الإنسانية. .ووصفه الخلاب لطبيعة البلقان رغم جو الأحداث الكئيب. .
نهايتها غريبة .. مسيحي تواجد في المكان الخطأ حبس بصفته درزي يعود لبيته محمولا في فوج حجاج مسلمين.