قصّة بسيطة جدّاً، مصنوعة من الألغاز والأسئلة والأفكار والعصف الذّهني. فلسفية بحتة. وعندما تتعرف أخيراً على إجابة كل سؤال، فأنت تقول لنفسك “لماذا كنت أعمي طوال الوقت؟ كانت الإجابات الموجودة، لكنني لم أتمكن من رؤيتها”. تثير الأسئلة الكثير من الأشياء العالقة في ذهنك لفترة طويلة، فتشعر وكأنّها صفعة، صفعة توقظك من سُباتك للبحث عن الإجابات.
استطاع جوستاين ببساطة صُنع كل شيء بجعل عقلك يفكر ويفكر بلا توقف. بمجرد فتح هذا الكتاب، لن يتم إغلاقة أبداً، سيكون مفتوحاً إلى الأبد.
هذه ليست قراءتي الأولى لغاردر، فقد قرأت عالم صوفي وعالم أنّا من قبل وأُعجبتُ بهم. لكن هذا الكتاب، الخفيف الجميل، برأيي تجاوزهم قليلاً.
أُحب حقّاً كيف يُصاحبنا هذا الكتاب في الحياة الحقيقية، فهو يقدّم لنا درس حقيقي، لا مثل الموجودة في كتبنا المدرسية، لا.
يُعتبر هذا الكتاب رومانسيّاً. لم أكن واثقة من الطّريقة التي ستعمل بها الرّومانسية في هذا الكتاب، ربّما لأنّني لستُ من النّوع الذي يُحب الرّومانسية ولا أبحث عنها لا في الكتب ولا في أي شيء آخر. لكن بينما كنتُ أقرأ، وجدتُ الرّومانسية التي يحملها الكتاب خفيفة ولطيفة ويمكن تحمّلها. ولم تكن رومانسية مبالغاً فيها أبداً.
بشكلٍ عام، فتاة البرتقال رواية خفيفة، مسليّة وممتعة، والأهم من ذلك، لديها القدرة على بعثرة أفكارك.