تانغو الخراب > مراجعات رواية تانغو الخراب > مراجعة زينب مرهون

تانغو الخراب - لاسلو كراسناهوركاي, الحارث النبهان
تحميل الكتاب

تانغو الخراب

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

( في تلك الحالة، يجعلني انتظار الشيء أخسره )

«فرانز كافكا»

إلى أي حدٍ نحن متمسكين في انتظار ما لا يأتي؟ وإلى أي حدٍ الإنسان يتشبث بالظل كالقطيع ويثق به؟!؟.في هذا العمل يشرِّح الكاتب المجري لاسلو كراسنا هوركاي عن الخراب في أكثر من صورة مستلهماً في روايته سوداوية كافكا وعبثية بيكيت..وكأنَّ لاسلو أراد أن يقول للقارئ: "عفواً إذا كنت تتأمل في وجود بعضاً من الضحك في هذه الرواية فأنت مخطئ والأرجح عليك أن تتراجع عن قراءتها"..عبر مونولوجات سوداء يسرد لاسلو عن القرية النائية التي يقطن فيها عدد قليل من السكان، وعن الأجواء الماطرة التي يعيشونها مصوراً حالة البؤس والخيانات التي تدار من قبل بعضهم البعض إلى جانب أحلامهم الضائعة وأرواحهم المكسورة منتهياً في شرح حالة الاستسلام ومواجهة الأخطاء التي يرتكبها الإنسان في حق نفسه برقصة الموت أو كما أسماها" رقصة الشيطان"..الرقصة التي جمعت بين الاحتفال والجنازة، وبين اليأس والأمل، والقلق والاطمئنان من أجل انتظار ذلك الشخص المنقذ أو المخلِّص ليخلصهم مما هم فيه..بدأت الكتاب وأنا متجهة إلى المطار، قرأت مايقارب نحو "٥٠ صفحة" وأنا أنتظر وقت رحلتي، كنتُ أشعر بضبابية وسواد يلف من حولي ما الذي يريد أن يصله لاسلو؟؟؟وماذا يهمني في ذكر تفاصيل التفاصيل؟؟؟ولكي أنسى قتامة هذا الكتاب ومايدور فيه أخرجت من حقيبتي كتاباً شعرياً..بعد عودتي من السفر؛ ولكي أفهم معطيات هذا الكتاب شاهدت الفيلم الذي حمل بعنوان"تانغو الشيطان" للمخرج العالمي"بيلا تار" على مدار يومين، اذ لم استطع مشاهدته كاملاً في وقت واحد، فمدة الفيلم ٧ ساعات، الساعات التي كانت ثقيلة جداً على وطأة الروح في رؤية ذلك الجحيم والاكتئاب الذي غلّف على جميع الشخصيات..بالنسبة لي الفيلم لايقل تعباً عن قراءة الرواية، اذ يحاول المخرج بيلا أن لا يخرج القارئ عن الفيلم ويشعر بأن العمل أتى ناقصاً أو مختلفاً كلياً..مايميز في هذه الرواية بأنّ الكاتب يملك قلم سردي بارع في الوصف، فمنذ قراءة أول سطرٍ في الكتاب" ذات صباح، استيقظ فوتاكي على صوت الأجراس....." يحاول لاسلو أن يشد القارئ بعمق لتطبق خيوط العنكبوت عليه وتجعله يواصل في قراءة العمل من دون توقف وكأنه أراد أن يقول:" تريد أن تأخذ نفساً؟ لا يمكنك؛ فأجواء روايتي لايتناسب معها في أن تأخذ دقائق من الراحة"..فمع سماع الأجراس وصوت صخب الريح يظهر في الفصول الأولى قدوم " غودو " أو " إرمياس " ذلك النبي الذي اعتقدوه الشخصيات الموجودة في الرواية بأنه مخلّصهم من العذاب، متمسكين فيه من دون أن يدركون عن حقيقته هل هو فعلاً مخلِّصهم أم أنّه عميل سيقع بهم ويغرقهم ؟؟..إنها الثقة العمياء التي تجعل من الإنسان ينقاد بسهولة ويسير مع القطيع فما هو مهم أن يتخلص الإنسان من الغرق ويتحرر من الثقل الذي يطبق عليه..الملامح التي رسمها لاسلو لجميع الشخصيات تجعل من القارئ يقف مدوهشاً على قدرته الكبيرة في رسم حالة الإنسان ولحظة هشاشته..ونحن نتبع سير الرواية لايكتفي لاسلو عند هذا الحد من الوصف بل يقف أمام شخصية عبثية سوداوية لاتختلف عن بقية الشخصيات؛ شخصية «الطبيب»الذي بقي مستسلماً في مكانه وبقي يراقب الخراب في القرية وتدوين كل شيء، وكأنَّ بهذا التدوين أراد أن ينقذ ذاكرته من الإنهيار..في الحقيقة وبالنسبة لي هذا العمل من الأعمال الصعبة جداً، تفاصيله مُرهقة جداً، وأعتقد قراءته مرة واحدة لاتكفي..

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
اضف تعليق