ثلاثية غرناطة > مراجعات رواية ثلاثية غرناطة > مراجعة أمين محمد حسين

ثلاثية غرناطة - رضوى عاشور
تحميل الكتاب

ثلاثية غرناطة

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

البدايات هي أول ما لفت انتباهي في روايَتَي رضوى عاشور "ثلاثية غرناطة" و "الطنطورية" هذا وغيره ما جعلني اتحدث عن الروايتين معا في هذه المساحة ؛ ففي الأولى فتاة عارية يراها أبو جعفر الورَّاق تهيم على وجهها تمر من أمامه صامتة حزينة بوجه شاحب ثم تَتَردد فيما بعد أخبار عن غرق الفتاة في نهر شَنِيل ليفسر أبو جعفر الحادثة على أنها إشارة لسقوط غرناطة وتسليمها للقشتاليين فيَصْدُق حدْثُه. وفي الثانية فتى عاري يطرحه شاطىء الطنورة أمام رُقَّية بنت أبي الصادق ليكون الطبيب يحي الذي يتقدم لخطبتها ولكن يتزوجها طبيب آخر هو ابن عمها أمين. ومفتاح دار مريمة في البيازين ومفتاح دار رُقَّية في الطنطورة.

ولعل هنالك سبب آخر ساقني للحديث عن الروايتين في سياق واحد لا أجد بداً من الربط بينهما كون الكاتبة بروايتيها هاتين حلقت فوق سماء الأندلسي الأخير والفلسطيني المتشبث بأرضه بل غاصت في أعماق نفسيهما بين تشعبات الحزن وخلجات الألم ، الألم الذي يمتد من أصل واحد عند كليهما ؛ هو ألم الظلم والتهجير قسرا تحت تهديد السلاح وترك الديار دون جني الثمار ، ترك كل منهما ما ترك للإقطاعيين أو للاستيطانيين.

أجد نفسي مأسورا ومتأثرا بالأحداث أكاد أكون جزءا منها أو شاهدا عليها ملتصقا في احدى الزوايا أرقب ما يحدث تروعني الفظائع والتنكيل أبكي بحرقة فانكمش داخل نفسي تخنقني عبرة ويدمي قلبي جرح غائر قديم قِدم قرون مضت وسنون سلفت آخذة معها إرث إسلامي وفتوحات ومجد عظيم ، مخلفة وراءها ما يجدد ألم هذا القلب وينكأ جرحه.

جعلتني رضوى أتعايش مع الشخصيات على أنها واقعية عاشت في هذا الزمان أو ذاك لا كأنها من محض الخيال ، حين استمع إلى المُهَاهَاة الفلسطينية الآن كأني استمع إليها بصوت النسوة في عرس رقية أو بصوت وصال في عرس حسن.

لم أقرأ لرضوى عاشور (رحمها الله) سوي هاتين الروايتين وفقرات من "أثقل من رضوى" الذي هو على طاولتي الآن مع قهوتي التي لم أرشف منها سوى رشفات وفعل فيها البرد ما فعل ، سأجدد القهوة وأشرع في قراءة الكتاب.

أمين محمد حسين

نوفمبر 2018م

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق