تصوف منقذو الآلهة > مراجعات كتاب تصوف منقذو الآلهة > مراجعة A-Ile Self-hallucination

تصوف منقذو الآلهة - نيكوس كازانتزاكيس, سيد أحمد علي بلال
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
2

دائماً ما يوجد نوع من الكتّاب المزعجين بالنسبة لي من أمثال سارماغو ونيكوس. ذلك الإزعاج الناشئ عن حذرهم بالكتابة المتقنة، فنيكوس دائماً يُقدّم أعمالاً مختلفة عما أرغبه، وتأتي محاولة قراءة أعماله للإطلاع أكثر منها للشغف.

لكن تصوّف شيء آخر، فذلك اليوناني قد أسلم روحه لشعرية مغرقة اتجاه تفسير العالم والوجود والأفكار وبالأخص الإله. شعرية مزعجة أحياناً، وإن كانت لا تخلو من بعض النظرات المميزة اتجاه تصوّف الروح والعقل لديه، فالكتاب الذي يجعلك وأنت تقرأ تنشدّ إليه في بعض الفقرات ويُصيبك بالملل في مقاطع أخرى، لا يُعوّل عليه كثيراً، وأعتقد أن سبب هذا يعود لإنسياق نيكوس لرغبته بإنجاز العمل دون قناعة كافية بما يكتب.

أحببت الواجبات الثلاثة، والمسيرة أكثر من فصول الرؤيا والممارسة والسكينة، لما تحتويه من عمق شعري مع اختلاف اتجاه الأفكار.

إله نيكوس هو الذات البشرية بصلتها مع العالم الخارجي والطبيعة، فالإله فينا وليس خارجنا، وهي فكرة في مدار التصوّف لا تبتعد عن فكرة التصوّف الشرقي ، إذاً فنيكوس لم يقدّم حقيقة شيئاً جديداً ومميزاً على مستوى ذلك الفكر.

كنت أتأمّل بداية القراءة أن اجد شيئاً مميزاً حقاً، لكن خاب ظني .. إنه يكتب عن شيء غير واقعي (فقط شي يرتبط بإحساسه) شيء غير مجنون حتى، وهذا سبب كافٍ أن يسقط العمل وصاحبه.

بالطبع هذا لا يلغي جمالية النص الذي كتبه على المستوى الشعري، لكن ذلك الخفاء الوجداني الذي يغرق الإنسان بحالة من اللاعقلانية اتجاه فكرة الحب والإنسانية، هي بعيدة أكثر من اللازم عن مبتغاها.

تصوّف يحمل طابع اليوتوبيا الإنسانية اتجاه المثال الذي لن يتحقق.

أمّا المشكلة الأكبر فكانت بتصوري هي التقريرية المفرطة التي تعامل معها، بأننا يجب أن نكون مثل الصورة التي أنتجها في كتابه، وذلك شيء مزعج جداً، لأنه ببساطة ينطلق من حالة إخبارية لا تقدّر الحرية الشخصية للإنسان وفردانيته.

لقد تعامل نيكوس بصيغة الحكيم أحياناً الذي يطرح واجبات الإنسان اتجاه العالم، وهذا سبب عميق لرفض ذلك الواجب المثالي الذي أنشأه.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق