البوصلة القرآنية: إبحار مختلف بحثاً عن الخريطة المفقودة > مراجعات كتاب البوصلة القرآنية: إبحار مختلف بحثاً عن الخريطة المفقودة > مراجعة Abdullah Jazaerli (عبدالله جزائرلي)

البوصلة القرآنية: إبحار مختلف بحثاً عن الخريطة المفقودة - أحمد خيري العمري
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

كتاب البوصلة القرآنية" لأحمد خيري العمري يعتبر من الكتب المهمة التي تؤصل لأفكار وعناصر أساسية في الخطاب القرآني أصبحت غائبة بسبب الرؤية التقليدية للدين التي امتد أثرها منذ عهد الدولة الأموية إلى يومنا هذا.

فقد أسس الكاتب لعدة مفاهيم مهمة في الخطاب القرآني بطريقة استقرائية. وهذا اجتهاد رائع يشكر عليه.

أسس لمبدأ التساؤل والشك الإيجابي الذي يستنهض العقل ويحثه على المزيد من البحث. مستدلا على ذلك من خلال منهجية النبي إبراهيم في التساؤل والبحث في الكون. كما ربط ذلك بمبدأ الشورى في الإسلام القائم على التساؤل.

وأسس لمبدأ السببية الذي يربط الأسباب بالمسببات بنصوص قرآنية واضحة من خلال الآيات الكونية على سبيل المثال. وكيف أن هذا الأمر لبساطته سبب إشكالا لبعض الفرق الإسلامية التي ألغت هذا المبدأ مستدلة على أن الله هو مسبب الأسباب وحده وأنه لا علاقة للسبب بالنتيجة.

كما أسس لمبدأ الإيجابية وروح التفاؤل وهزيمة اليأس من خلال إطار قرآني للسيرة النبوية في مراحلها المكية والمدنية. موضحا فيها أهمية التوحيد والعبادة والاستخلاف في الأرض وربط كل ذلك بالعمل الصالح الذي يبني الحضارات ويحقق شروط الاستخلاف في الأرض.

وأسس للمبدأ الرابع "الحس المقاصدي" الذي يحث على استقراء النصوص بنظرة شمولية فهما لمقاصد الشريعة دون اجتزاء للأدلة على حدة وإخراجها من سياقاتها ومقاصدها.

ثم انتقل الكاتب إلى المرحلة الشائكة من تاريخنا منذ قيام الدولة الأموية. وكيف أثرت هذه الحركة سياسيا ودينيا على هذه العناصر الأساسية الأربعة من خلال الاستبداد واجتزاء النصوص والخروج من سياقاتها ومقاصدها خدمة وتلبية لحاجات السلطة. مما أثرت على سلوك وفكر الفرد المسلم إلى يومنا هذا.

كما استعرض العمري منهجية رائعة للنهضة في آخر الكتاب من خلال منظور سورة الكهف. بداية من نموذج فتية الكهف المتمثل في مرحلة البداية. مرورا بصاحب الجنتين وقصة موسى مع الخضر. وصولا إلى نموذج ذي القرنين المتمثل في مرحلة التمكين.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق