كتاب متميز في طرحه واسمه. مفيد لمن أراد أن يرتقي بإيمانه من إيمان الوراثة والتلقين إلى إيمان القناعة واليقين.

فهو رحلة عقل للوصول إلى خالق هذا الكون من خلال البحث والتأمل في المفاهيم والدراسات العلمية والفلسفية والدينية المبثوثة في ثنايا الكتاب.

حاول الكاتب إثبات أن العلم التجريبي وحده غير قادر على الوصول إلى استنتاجات كاملة حول حقائق الكون والمفاهيم الغيبية. لذلك لا بد من تكامل العلم مع الدين والفلسفة لربط الحقائق العلمية مع الاستنتاجات الفلسفية والمفاهيم الدينية للوصول إلى الحقيقة.

الأسلوب في الكتاب تماشى مع قاعدة سقراط - أن نتبع البرهان إلى حيث يقودنا.

واذكر هنا بعض الاستنتاجات والتساؤلات بعد هذه الرحلة الشيقة التي تؤكد أن للكون خالق متصف بصفات الكمال من علم وحكمة وقدرة وإرادة:

-------------------------------

توصل العلم إلى أن للكون بداية. وأنه نشأ من عدم. وهو يسير وفق قوانين ثابتة ودقيقة ومترابطة هيأت الظروف المثالية لنشأة الإنسان - فهل تم ذلك مصادفة؟

كيف نشأت الحياة من المادة غير الحية؟ كيف تتحول معلومات موجودة في ال"DNA" إلى إنسان من لحم ودم؟ هل يستطيع العلم أن يفسر ذلك بشكل قطعي؟

كيف أصبح للإنسان هذا العقل الذي يفكر ويتساءل ويدرك أنه يفكر ويتسائل؟

كيف استطاع العقل أن يدرك المفاهيم الغيبية (كوجود الإله وصفاته - ومفهوم العدم والأزلية واللانهائية) مع عجزه عن تصورها؟

-------------------------------

سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق.