هل الزمن موجود؟ > مراجعات كتاب هل الزمن موجود؟ > مراجعة أمل لذيذ

هل الزمن موجود؟ - إتيين كلاين
أبلغوني عند توفره

هل الزمن موجود؟

تأليف (تأليف) 3
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

أحس بالراحة كلما تخلص معصمي من ساعة اليد، فأنا لا أضعها إلا للضرورة وأفضل أن أعيش الوقت بدلاً من ملاحقته ففي معظم اللحظات أتابع اللحظات وأقيسها وفقاً لإحساسي

وليس وفقاً لنبضات ساعة يدي ومع هذا فأنا ألتزم بمواعيدي ولا أتأخر ولكني أفضل التقليل من التوتر والقلق بالتعامل مع الزمن بأريحية وليس بندية فالزمن لن ينتظرني ولن يمهلني ولن يسمعني ولهذا سأقضيه وفق طقوس روحي وسأحياه،هذا كله خطر ببالي وأنا أمسك بكتاب (هل الزمن موجود؟) للكاتب إيتين كلاين،وهو كاتب متخصص في الفيزياءوحاصل على جوائز علمية هامة فيها ،ومترجم الكتاب هو الدكتور فريد الزاهي وهو معني بالأدب،والكتاب يحتوي على مزيج علمي وأدبي وإنساني وفلسفي متجانس ولهذا ظهرت جهود المترجم بشكل أنيق ومتألق،فبالرغم من العنوان العلمي للكتاب وما به من تساؤل إلا أن هذا التساؤل سيأخذ منحاً فلسفياً لاحقاً مع بعض النفحات الأدبية،وهذا التجانس هو ما قوى محتوى الكتاب وأعتقد بأنه يجعل شريحة القراء أكبر له فلا تقتصر فقط على من يهتمون بالفيزياء،وحتى الصورة الموضوعة على الغلاف تبدو ذات نزعة سيريالية فنية متمثلة بيد لا هي الممسكة بساعة الجيب ولا هي المطلقة والمحررة لها واللون دافئ فيه بصمة الماضي مع شوق للمستقبل وبسمة للحاضر.

فكان الفصل الأول في الكتاب وهو (في البدء كلمة من أربع حروف) فكلمة الزمن باللغات الرومانسية والإنكليزية مكونة من أربع أحرف وفي العربية حسب ما نوهت الترجمة من ثلاثة أحرف مع مقولة هي "اما أنا فسأمنحكم ضباباً شمالياً" لمارسيل أيمي،وهي مقولة تعكس الغموض الذي يحيط بالزمن منذ بداية البشرية فهناك الأبعاد الذهنية للكلمة وهناك الأبعاد القلبية لها وهناك الأبعاد التأملية الفلسفية له انطلاقاً من معناه وحسابه وحتى مضيه،فالراهب أوغسطين انشغل بمفهوم الزمن وسره،وحاول كل من أفلاطون وأرسطو وجان جيونو تعريفه ومن ثم مونطيني ومع ذلك فالضبابية ما زالت موجودة كلما ذكر الوقت،والفصل الثاني مسمى ب(مكان الزمان) واستهل بمقولة "إلى أين يسير الحاضر

حين يصير ماضياً،وأين هو الماضي؟" للودفينغ فدغنشتاين،وهذا السؤال يكلمنا عن مراحل الزمن وهي :الماضي والحاضر والمستقبل والعلاقة فيما بين كل مرحلة والاستفسار إن كان هناك تدخل بينها أو تناقل لأحداثها أو تحدي مع لحظات كل منها،وتبعت هذا الاستفسار استفسارات أخرى تحوم حول الجدال بين هذه المراحل وكيفية التفاعل معها،فكان هناك إينشتاين بفكرته المتعلقة بالسفر عبر الزمن وأيضاً سكوت فتزجيرالد ومارسيل بروست في كتاباتهما عن عمق آبار الماضي والغرف منها بدلو من التفكر والتدبر وهناك نييلز بوهر الذي ركز على المستقبل وأقر بأن من الصعب الخوض في غماره،وفي الفضل الثالث (الوجود والزمن) كانت هناك مقولة "الكلمات التي سوف ننبس بها

تعرف عنا ما نجهله عنا" لروني شار وفيه حديث عن (كرونولوجيا) أي الترتيب الزمني للأحداث والوقائع وهذا التريتب كان الشرارة التي أشعلت الثنائية بين الوجود والزمن وكيف أن كل منهما يسند ويساند الآخر وبطريقة محكمة تثير الدهشة بحيث تصعب معرفة من يتحكم بمن في علاقتهما،وففي الفصل الرابع (زعموا بأن الزمن يجري) هناك مقولة "الزمن نهر يتكون من الأحداث" لمارك أوريل وهو يناقش الأفعال التي تستعمل لوصف الزمن سواء في الأحاديث المتداولة بين الناس أو في الكتب الأدبية وهي "يسري" و"يجري" و"ينفلت" وغيرها من الأفعال التي توحي بأن الوقت لا يتوقف ولا يسكن وإنما يسير وربما الأرواح البشرية تشعر بأنه يهرول بسرعة مذهلة،والفصل الخامس (أسئلة خاصة بالطبيعة) وفيه مقولة "أتبوأ صدارة السماء الصافية مثل أبي هول أسيء فهمه" لشارل بودلير وفيه اسقاطات الزمن على حياة الإنسان منذ صغره فكبره وحتى موته وتراكماته عليها كلها،والفصل السادس (الزمن،في يوم ما بإيطاليا،أصبح رياضيا) وفيه مقولة "هناك حيث تحصن الحياة نفسها

يحفر الذكاء مخرجاً" لمارسيل بروست وهو عن نزعة الألم والوجع وكثرة التفكير المقترنة بالوقت والتي فطن إليها الفلاسفة وخصصوا لها تأملات كثيرة وأكمل العلماء هذه المسيرة فكان هناك (الزمن الواقعي) وما تتضمنه التكنولوجيا وما تفترضه وما يعيشه البشر بالفعل،والفصل السابع (أبالإمكان وجود فكر بلا زمن ؟) وهو عن أثر الوقت على صفحات التأمل وعلى مذكرات الروح وعلى تفاصيل الذهن،و الفصل الثامن (المستقيم أو الدائرة) وفيه مقولة رياضية حسابية كما بقية الفصل تشرح بأن الزمن لا يدور وإنما يسير في خط مستقيم وبعد ذلك استفاضت الفلسفة في تبرير آرائها وتفسيراتها لألاعيب الزمن وتدويناته،والفصل الثامن (السفر في الزمن واللامادة) وفيه مقولة "قد نكون بلداء،لكن ليس لدرجة أن نسافر لأجل المتعة) لصامويل بيكيت وفيه ومضات عن التنقلات بين الأزمنة سواء برحلات يتوقعها العلماء أو ذكريات يصفها أهل علم النفس.

في النهاية كتاب (هل الزمن موجود؟) للكاتب إيتين كلاين فيه نقلات زمنية ما بين النفس البشرية وبين خطواتها في هذه الحياة.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق