المسرح المدرسي (theater school) نشاط هام نتفق جميعاً على أهميته فى دعم وتيسير العملية التربوية والتعليمية كونه منصة غير تقليدية لتلقين الدارسيين مختلف المهارات التربوية والتثقيفية والتعليمية ،ورغم ذلك تفضل أغلب المنشآت التعليمية توجيه جل اهتمامها إلى العلوم الرياضية والقوانين الهندسية وإلى القواعد الأساسية للغات الإنجليزية والعربية والفرنسية وتكتفى بالتنبيه الرسمى على ضرورة تفعيل التربية الرياضية والموسيقية والمسرحية بلا حرص حقيقي على ذلك ،وكأن المسرح وغيره من الأنشطة نوافل للتربية المدرسية والتعليمية كذلك يسهم أولياء الأمور فى تهميش النشاط المدرسى بفعل الخوف من أن يعشق أبناءهم هذه المجالات الترفيهية ويرتبطون بهذه الفنون فينحرفون عن المسار التعليمي ،ويتجاهل هؤلاء ما لممارسة كل الفنون من أهمية فى ضبط الصلاحية النفسية والثقافية والإجتماعية للممارس بسبب ما تحتاجه لعبتها المنتظمة من ضوابط وقواعد إذا لم تتسق جميعها إستحال على الإنسان أن يستفيد منها.

تهدف المسرحية المدرسية إلى تخريج محامون وأطباء وقضاة وعلماء ومبرمجون وخبراء وقادة وحكام لديهم من الحث الوجدانى والإنسانى والقدرة على التعبير عن أنفسهم وعن الآخرين بالأقوال (الإلقاء) والأفعال (الإيماءات) ما يتناسب مع ما يمتلكونه من قدرات علمية وإجتماعية ، حيث يهدف المسرح المدرسى إلى إعداد طبيب يتعاطف مع مرضاه وشاعر يشعر بآلامهم يمتلك القدرة على تخيل نفسه أو من يحب من الناس فى مواقعهم وبالتالى لن يتخذ من هذه المواقف الإنسانية الصعبة سبيل إلى تحقيق أطماع مادية لا سقف لها ولا نهاية أو حدود .

هذه الأشياء تعطي هذا الكتاب ذي الحجم الصغير أهمية كبيرة في دعم العملية التعليمية.