يُقدم غسان كنفاني في هذا الكتاب مجموعةً من القصص القصيرة التي تتحدث كل منها عن فكرة أو شيء ما؛ حيث نجح في نقل الأحداث بطريقة سهلة وبسيطة وضحت طبيعة كل قصة من قصص، والتي اعتمدت على وجود شخصية رئيسيّة أو أكثر مع مجموعة شخصيات ثانوية أخرى أثرت في سير أحداث القصص المكتوبة.
ساهمت كل قصة من قصص الكتاب في نقل واقع عاشت فيه شخصياتها، فاهتمت أغلب أحداثها بتوضيح طبيعة مقاومة الفلسطينيين للاحتلال من البندقية وصولاً إلى عدم الاستسلام بل الموت في سبيل استرجاع الأرض، وظهر ذلك بوضوح في قصة (جدران من حديد)، وأكدت ذلك قصة (الصقر) التي آتت بعدها، ومن ثم يخرج كنفاني قليلاً عن السرد الثابت في قصة (المُنزلق) التي تحتوي على بُعدٍ إنساني عميق؛ حيث يظهر هذا الشيء في معظم كتابات غسان، وكانت قصة (لو كنتَ حصاناَ) من القصص التي استكملت السرد الذي اهتمّ كنفاني بربطه مع الأساطير والتقاليد الإنسانية، واختتم كتابه بقصتين شكلتا نقاطاَ أساسيّة في تعزيز أفكار الكتاب بشكل عام؛ حيث تُعد قصة (العروس) آخر قصة من قصص هذا الكتاب هي الخلاصة أو المحور الذي أرى أن كنفاني أراد استخدامه لتوضيح الفكرة العامة من مجموعته القصصية (عالم ليس لنا).