في كل مرة أقرأ عن أي شيء يمت من قريب أو بعيد لفلسطين، أعرف قبل أن أقرأ أني سأخرج بكم من الصفعات التي سيوجهها الكاتب إلي بل إلينا جميعًا، نحن الذين لم نذق مرارة التهجير والاستيطان والنزوح إلى المخيمات ، التي عاش فيها آلاف الفلسطينين ،يحمل كل منهم قصة الجميع ويحمل الجميع قصة كل واحد منهم، الرواية تحكي عن النهب عن تجريد المرء وانسلاخه حتى العظام من إنسانيته،عن تركك دون حق أو وطن أودولة،بينما يدير العالم ظهره لك،ولا يكتف بذلك بل يبتهج ويهلل لمغتصبيك.
عن تراجيديا المأساة الفلسطينية تكتب "سوزان أبو الهوى"، حيث تنطلق من مساحة ضيقة جدًا تبدأ من تلال "عين حوض" وتعبر فوق حاضر بددته نكبات الماضي إلى مستقبل لا يختلف عن كليهما ألمًا،لتصل بك إلى مساحة واسعة جدًا التي تنفتح على مأساة الأرض ونكبتها،تحكي عن طريق عائلتها الصغيرة حكاية كل فلسطيني تناثر كلُّه في المنافي والشتات، لكن على الرغم من ذلك يتوقون إلى تلك الأرض التي منحوها حبهم،كأنها توسلات مكبوتة لنيل أبسط الحقوق،لأن الأرض تمتلكهم،بطريقة أو بأخرى فلسطين تمتلك كل فلسطيني،وهذا ما يسمح للجرح أن يزداد غورًا واتساعًا.