لعبة الكريات الزجاجية > مراجعات رواية لعبة الكريات الزجاجية > مراجعة Ahmad Ashkaibi

لعبة الكريات الزجاجية - هرمان هيسه, مصطفى ماهر
أبلغوني عند توفره

لعبة الكريات الزجاجية

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.3
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

    عدد الصفحات غير معلوم.
    أدخل عدد صفحات الكتاب حفظ
  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

"أداؤنا لا نصنعه نحن...إنما نحن موجة تسري لتتخذ الشكل الملائم الذي تجده" – هيرمان هيسه

لعبة الكريات الزجاجية رواية استغرقت هيرمان هيسه ما يقارب الأحد عشر عاما لكتابتها.. وقد كان ذلك خلال الحكم النازي لألمانيا.. وقد منع نشر هذا الكتاب في ألمانيا إلى ما بعد هزيمة هتلر بسبب الأيدولوجيات التي يحملها في طياته...

إن هيرمان هيسه كاتب ذكي جدا, لا تنقصه المهارة لكتابة رواية سهلة بسيطة يحبها الجميع ويصقف لها إعجابا... لكنه كتب هذه الرواية بهذا الشكل المعقد تحديدا حتى تصل رسالته إلى أصحابها في غلاف رائع من الرمزية المطلقة....وقد ذكر هيسه في غير موضع من الرواية أن بعض ما يذكر فيها سيكون صعبا على الفهم لبعض الناس..

قطعت أكثر من مئتي صفحة وأنا أتشوق إلى معرفة ماهية لعبة الكريات الزجاجية تلك.. لكنني ما لبتث أن تمهلت عندما أدركت مغزى الرواية..

القصة بالمختصر أن بطل الرواية - كنشت وهو فتى بسيط يتعلم قواعد لعبة الكريات الزجاجية على يد أساتذة مهرة ويترقى حتى يخلف أستاذه ويصبح هو "اللودي ماجستر" وهي أعلى رتبة في اللعبة.. واللعبة تدعمها طائفة في مدينة كاستاليا تضم نخبة المجتمع.. وقد وضعت هذه الطائفة على عاتقها مسؤولية استمرارية اللعبة وتطويرها وتوارثها عبر الأجيال... ثم يطلب كنشت الإقالة من منصبه ليتفرغ إلى التأمل في نفسه وفي الكون... ويكون مطلبه هذا بناء على: تهديدات داخلية تتمثل في عدم كفاءة بعض اللاعبين, وتهديدات خارجية تتمثل في ضغوطات سياسية بسبب عدم فهم البلاد لضرورة كاستاليا ولعبة الكريات الزجاجية بوصفها ترفا زائدا لا ضرورة فعلية..

يمهد هيسه للرواية بذكره لتردي الحال في الأجيال الحالية وانحدار مستويات الثقافة, بل وإلى غياب الميزان الصحيح لتحديد أبعاد الثقافة وتقييم مراجعها واعتباراتها..ويضرب مثالا على ذلك هو "صجافة التسلية", وهي الصحافة التي تعنى بعرض الحياة الخاصة للمشاهير, مثل علاقاتهم النسائية وعاداتهم في التسلية والشرب... ويجزم بضرورة التصدي لمثل هذا الانحدار في مستوى الثقافة والفكر...

وبعد ذلك يبدأ في سرد سيرة كنشت, وكيف تتلمذ في كاستاليا وتعلم قواعد لعبة الكريات الزاجية وطاف بأنحاء الأرض يستقي من العلوم والدين... إلى آخر الرواية.

مدلول اللعبة رمزي بحت... والمغزى منها هو معرفة الإنسان لمكنونات نفسه والخوض في أعماق ذاته ليستنبط منها قدراته الخفية ويحاول أن يصل إلى فهم كامل للنفس حتى يكون باستطاعته أن يفهم كل شيء آخر فهما صحيحا...وذلك عن طريق العلوم والفنون المختلفة التي تساعده في فهم الكون, وتعينه على الارتقاء إلى مستويات أعلى في العلم والدين والنفس...

كما أن الرواية بأيديولوجيتها مناهضة لفكر الحزب النازي الذي جاء بتمييز العرق الآري على سائر الأعراق .. فهي تدعو إلى خلق نخبة من المجتمع تكون متميزة في العلوم والدين والموسيقى والفنون, تقود العالم إلى الخير والسلام وليس إلى الحرب والعنصرية...

لا شك أن هذه الرواية ليست رواية عادية.. وهي تتطلب صبرا وجلدا كبيرين لإكمالها..فهي مليئة بالاستطراد والكثير من التفاصيل الهامشية.. لكنها بالرغم من ذلك لا تخلو من التصاوير الأدبية التي قد تستوفقك للتأمل والتفكر..

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق