الثورة لا تبق وفية لمبادئها و لاصلها،توأد على يد الجشع السلطوي الذي يتملك الرعيل الثاني أو حتى قادة الثورة،
أبهرني دقة الوصف ،كأن الرواية تصف أحوال الواقع المرير للأنظمة و الدول الديكتاتورية :من تنكيل للأصوات المعارضة و تصفيتهم و رفع فزاعة العدو الخارجي و المندسين و البروباغاندا و التطبيل للزعيم .
تنطلق الثورة من رحم المعاناة من أجل أهداف سامية ،لكن ما يثير الحسرة الدماء و وارواح الشهداء -التي تسقط فداء لتلك المبادئ،المبادئ التي مع مرور الزمن م تصبح مجرد أساطير و ربما في حكم الممنوعات.
لكل شخصية من شخصيات الرواية رمزية تدل على شخصيات لها صلة بالواقع أو شخصيات تاريخية.
تبين أيضا كيف أن البعض يتمسك بالسلطة باسم الثورة و يبقى متمسكا بالكرسي إلى أن يبلغ من العمر عتيا.
تستغل الأنظمة الديكتاتورية الجهل و الجوع لتمرير سياستها و التغطية عليها
النظام القديم المنهار يصل كرهه لحدود الشيطنة اليومية و يرادف ذلك التمجيد للعهد الجديد الذي يستمر حتى يتملكه جتون الحكم ليصبح مشابها للنظام القديم .ثم يتنصل عن مبادئ الثورة و ينحرف عن ما كانت تنشده حتى تضحى فلسفة الثورة تخيفه و يخشى إسقاطه.
إن السيد جونز و أصحاب المزارع دلالة على الاستعمار،الذي يكون في عهد بعيد عدو و فيما بعد يتحول إلى حليف يمارس على مستعمرته السابقة سلطة التبعية.