المقصلة - أعراس > مراجعات كتاب المقصلة - أعراس > مراجعة Mostafa Farahat

المقصلة - أعراس - ألبير كامو, جورج طرابيشي
أبلغوني عند توفره

المقصلة - أعراس

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.9
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

كيف تحدد حضارتنا موقفها بالفعل أمام الجريمة ؟، الجواب بسيط ، منذ سنين وجرائم الدولة تفوق بكثير جرائم الأفراد، إنني لا أتكلم عن الحروب العامة أو المحلية ، وإن كان الدم كحولاً يسمم، مع مر الزمن كأفتك الخمور، لكن عدد الأفراد الذين تقتلهم الدولة مباشرة أخذ نسبًا فلكية ، وهو يتجاوز اليوم إلى ما لا نهاية ، الجرائم الخاصة ، إن عدد المحكومين العاديين يتضاءل ، بينما عدد المحكومين السياسيين يزداد أكثر فأكثر، والدليل أن كلاً منّا، مهما كان محترمًا، يستطيع أن يتصور إمكانية إعدامه ذات يوم، في حين إن هذا الاحتمال كان سيبدو مضحكًا في أوائل القرن ، إن النكتة التي تقول " ليبدأ السادة القتلة " لم يعد لها من معنى ، إن أكبر سفاكي الدماء ، هم أنفسهم الذين يعتقدون أن الحق والمنطق والتاريخ معهم ..

" كامو " بعبثيته المعهودة يتحدث في الجزء الأول " المقصلة " عن فكرة الإعدام ، ومحاولة الدولة من خلالها إرهاب الباقين، كمحاولة منها للحد من الفعل الذي من الممكن أنيودي بصاحبه إلى هذا المصير المعروف ، لكن " كامو " يرى أن العبرة التي تعطيها المقصلة دومًا هي أن حياة الإنسان تكف عن أنتكون مقدسة حين ترى الجلاد أنه من المفيد قتله ،بالإضافة إلى حديثه عن عقيدة " الثأر " ويؤكد أنه لا يتم العمل بها إلا بشكل بدائي ، من خلال التعامل معها من خلال فردين أحدهما مذنب والآخر برئ . أثناء قرائتك ستشعر كم اللامبالاة التي يحلمها " كامو" ناحية الموت ، كمحاولة منه على الانتصار عليه وقهره حتى قبل أن يأتي ، خصوصًا هذا الموت المحاصر بالفوضى والهمجية من قبل الدولة . لأنه يرى أن شعور المحكوم الموثق الرباط ، بالعجز والعزلة تجاه التحالف العام الذي يريد موته ، هو في حد ذاته عقاب يفوق الخيال ، لذا فإن كانت الدولة تريد حقًّا أن تتنصر على الأفراد فلابد وان ينفذ هذا القتل علنًا ، وهو للأسف الشئ الذي لا تعرفه الأنظمة القمعية التي لا تعرف إلا القتل العشوائي والطرق الملتوية .

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق