خالد محمد خالد وفي هذا الكتاب مع كتابه رجال حول الرسول يقبس مداده من نور الصحابة ثم يسكبه طاهراً على الورق،. ذكر في مقدمة أحد الكتابين بأنه لن يلتزم المنهج التاريخي في تأليف الكتاب؛ ولكنه النهج الذي يشعر به أكثر تجاه الشخصية التي يكتب عنها مستلهماً من التاريخ بضعَ مواقف تبرز مدى ارتفاع هؤلاء عن غيرهم، وتحقيقهم في ذات المواقف المنثورة في صفحاتهم إنسانيةً يفترضُ أن يقومُ مبدأ الإنسانية عليها ويرتكز بها. توغَّل خالد محمد خالد كثيراً في حياة الصحابة، وأفضى به هذا التوغل قليلاً إلى أن يحكم فيما جرت فيه الفتنة، وكان هذا قد أزال حيزاً ناصعاً من البياض الواضح على راية هذا المؤلَف؛ لكن ذلك على الجملة لا يقصي به خارج سور المحب للصحابة المقتدي بأثرهم لولا أن يمنع هوى نفسه الحكم على المواقف التي أبرزها لعمرو بن العاص ومعاوية رضي الله عنهما.