بطل من هذا الزمان > مراجعات رواية بطل من هذا الزمان > مراجعة zinova

بطل من هذا الزمان - ميخائيل ليرمنتوف, سامي الدروبي
أبلغوني عند توفره

بطل من هذا الزمان

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.2
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

****

في البداية اسمحوا لي ان استعير الصفات التي ميز بها ((هرمان هسه)) من سماهم بالانتحاريين في روايته "ذئب السهوب" .

اقتباس:

...وقد تبدت لؤهلاء الفكرة اليائسة والرهيبة التي مفادها ان كامل الحياة الانسانية ربما ليست اكثر من نكتة سخيفة , اجهاض مشؤوم , عنيف , للأم الأولية , وكارثة طبيعية , مغمة وهمجية . ولكن تبدت لهم أيضا فكرة أخرى تقول ان الانسان قد لا يكون فقط حيوانا نصف عاقل وانما طفل للالهة وأن الخلود هو قدره ... وهنا يجب أن أقول انه من الخطأ حصر الانتحاريين بأولئك الذين ينتحرون بالمعني الحرفي للكلمة . في الحقيقة ان من بينهم عديدين انتحاريين بمعنى ما وبالمصادفة وليس للانتحار في وجودهم مكان ضروري ....في حين أن , من ناحية أخرى , من بين الذين يعتبرون انتحاريين من عمق أعماق طبيعتهم كثيرين , وربما الأغلبية , لا يمسون أنفسهم بأي أذى في الحقيقة ... فبين ((الانتحاريين)) يوجد ذوو طبائع متماسكة ومتشوفة وأيضا شجاعة بشكل فائق للعادة . ولكن كما أن هناك من يصابون بالحمى لدى أقل انحراف من الصحة , ثمة ايضا اولئك الذين نسميهم بالانتحاريين وهم دائما متوثبو المشاعر ومرهفو الحس , ولدى تعرضهم لأقل صدمة يفكرون بالانتحار .

انه مما لا شك فيه ان البطل "جريجوري ألكسندروفتش بتشورين". ينتمي الى هذه الفئة ... وبالتحديد الى اولئك الذين يتميزون بطباع متامسكة وشجاعة كبيرة .بيتشورين هو ضابط عسكري شاب في الجيش الروسي تم ارساله الى منطقة القوقاز ... حيث ستدور احداث االرواية في مختلف انحائها .

ان المؤلف ميخائيل ليرمنتوف هو شاعر في الاساس , وهو يعتبر الشاعر رقم 2 بعد ((بوشكين)) في روسيا ... لكن عمله النثري هذا قد حقق شهرة ربما تفوق جميع مؤلفاته الشعرية مجتمعة حيث تمت ترجمتها الى اغلب لغات العالم تقريبا , ولعل تأثيرها على الادباء اللا حقين يكاد يوازي شهرتها في الحجم .... فمن هنا نرى من اين استوحى , او بالاحرى استلهم دوستويفسكي روايته "في قبوي" , صحيح ان هناك اختلافات هامة بين العملين - وخاصة بين البطلين ; فبيتشورين من الطبقة الراقية , وله كاريزما وحضور قوي , ... في حين ان البطل القبو فقير ذو شخصية ضعيفة , خجول الى حد ما , انطوائي لا يخالط حتى زملائه في العمل ولا حتى خالطهم في سنوات الدراسة , باختصار يمكن وضعه في الخانة المقابلة لبتشورين من فئة الانتحاريين , اي متوثبو المشاعر ومرهفو الحس . وعموما انك كلما اتجهت في منحى تصاعدي ابتداءا من القرن الثاسع عشر فستلمس تأثير ليرمنتوف على من جاء بعده من كبار الادباء كدوستويفسكي , تروجنيف , وحتى تولستوي ربما ...ولعله تاثيره امتد حتى الى القرن العشرين من خلال هؤلاء .

عند دوستويفسكي برواية "في قبوي" يجد القارئ نفسه مباشرة امام ما يخطه البطل , وعند ليرمنتوف ايضا نحن نقرأ ما سجله عسكري ما خلال مروره بجبال القوقاز , الا انه ليس البطل ... وخلال صعود هذا الرجل المجهول لجبل ((كويشاؤوري)) , اذا به يلتقي الضابط مكسيم مكسيميتش الذي سيكون مدخلنا الى عالم البطل بيتشورين , وخاصة فترته التي قضاها في الشيشان بالقلعة جانب نهر التيريك تحت قيادة مكسيميتش , وكم كان جميلا هذا الجزء الذي عنوانه "بيلا" _بالمناسبة الروية مكونة من 5 اجزاء_ حيث تضمن حكية مرحة وممتعة من حياة البطل والتي سيقصها علينا مكسيم مكسيميتش , والحقيقة انني انهيت ال 100 صفحة الاولى دفعة واحدة

لفرط ما شدتني هذه الجزئية الاولى ... والمميز عند ((ليرمنتوف)) هو الوصف الشاعري للطبيعة والجبال وملابس وعادات الشركسيين , وواضح تأتره بالثقافة الشرقية بالقوقاز (فهو ايضا كان جنديا بالجيش الروسي وتم نفيه الى منطقة القوقاز) , والاسلام حيث يصف كيف انهم يقرأون ايات من القرآن بأعراسهم , وفي موضع اخر من الجزء الاخير يتحدث عن مفهوم القدر واللوح المحفوظ عند المسلمين ... وكيف أن "بيلا " رفضت الارتباط ببتشورين لانه ليس مسلما "اسمعي يا عزيزتي ! ألا تعرفين انك ستكونين لي عاجلا او اجلا ؟ فلماذا تعذبينني اذن ؟ ام أنك تحبين أحدا من التشتشينيين ؟ .... ام ان دينك يمنعك من ان تحبيني ؟ (وهنا اصفر وجهها , وظلت صامتة ) . صدقي ما اقول لك . ان الله هو رب جميع الشعوب , فكيف يسمح لي ان أحبك , ولا يسمح لك ان تبادليني حبا بحب ؟ فنظرت اليه مليا , كأن هذه الفكرة قد اثرت فيها . وكانت عيناها تُعبران في آن واحد، عن الشك في ما يقول , والرغبة في تصديق ما يقول, يا لهاتين العينين؟ انهما تلتمعان كجمرتين. "

بعد نهاية هذا الجزء الخاص ببيلا , يلتقي كل من العسكري المجهول والضابط مكسيميتش بالصدفة المحضة بمدينة فلاديقفقاس ببطلنا بتشورين ... وبعد المقابلة الباردة والسريعة والموقف اللا مبالي من طرف بيتشورين تجاه مكسيم مكسيميتش الذي كان يتحرق شوقا للقائه بعد فراق طويل (5 سنوات تقريبا ) ... هنا يتحصل الشاب المجهول على مذكرات البطل من مكسيمتش , والتي سينشرها لاحاقا عند علمه بوفاة بتشورين بعد عودته من بلاد فارس .. وفي هذه المذكرات سنجد الاجزاء التلاث المتبقية من الرواية .

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق