العمى > مراجعات رواية العمى > مراجعة رند

العمى - جوزيه ساراماجو, علي عبد الأمير صالح
أبلغوني عند توفره

العمى

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.2
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

أن تستلم اشتراكات مليئة بالاشتراطات{ اشتباكات} .. دون أن تراها،تتابع لأنك يجب أن تواصل.. تسير على ماكنت تعرفه سابقًا ,قبل أن تصاب بالعمى الأبيض.. {البحر الحليبي}. ترى،هل يجب أن نسير على ماعرفناه سابقا أو حتى الآن قبل أن يضاف إلى حماقاتنا ( العمى الأبيض المسود ) . وهل يجب علي إكمال حديثي بهذه المسميات التي اضعها بين أقواس كي أوضح؟ دهشتي لاتساوي دهشة الكاتب حينما انهمرت دموعه وهو يرى روايته قد أثرت وحُولت لأفلام.. هل يسمى هذا بالانبهار أم بالانتماء أم هو اختناق أم هو احتواء؟ حديثي مكون من جمل غير مترابطة بل كلمات متهالكة تتساقط كأغنية دمجت مع موسيقى لاتلائمها! أنا أعلم أن المراجعة لها شروطها ولايصلح أن أزخرفها بالمفردات بمبالغة ونسيان أنني هنا لأحكي عن كتاب قرأته وليس لاستعراض أسلوبي أبدًا. فلأبدأ بالمراجعة ولتبدأوا بتحمل أجزائي الضائعة،تحملوا دهشتي،فإن القادر على الدهشة ربما يصبح فيلسوفا! تجوّلت بين صفحات هذه الرواية كي أجد ماأضعه كاقتباس في مراجعتي..فلم أجد ماأقتبسه تقريبا،كنت أصافح الصفحات وأقرأ نفسي بل النفس البشرية بأكملها،إلا أنني وجدت مايرضي ذائقتي في الصفحة الأخيرة،من الجيد أنني أجبرت تلك العبارة على دخول ساحة المعركة هنا بين مفرداتي!!!!!! كانت تلك العبارة هي:{لاأعتقد أننا عمينا،بل أعتقد أننا عميان،عميان يرون،بشر عميان يستطيعون أن يروا،لكنهم لايرون}. رواية العمى تم تناولها بحبكة غير متوقعة،تمثلت بانتشار وباء العمى الأبيض, عجيب! حقيقة أبدع الكاتب هنا،عرى الحقائق وبكل قوة،أستطيع أن اقول بأنه أضاف إضافةً إلى التاريخ قبل أن تكون إضافةً لأرفف المكتبات! مالاحظته في هذه الرواية الرمزية العتيقة أنه لايوجد أسماء لأشخاص أو حتى مدن، كل شخوصها وأبطالها أصحاب صفات مهنية أو جسمية أو أخلاقية أو لهم بها قرابة. الكاتب عبر عن شيء لم أكن أعرف كيف أقوله أو كيف أعيد صياغته،وهو الفرق بين الانسان والكائن البشري. معنى الانسان وجدته في رواية البؤساء لفيكتور هيغو،أما عن معنى الكائن فأذكر بأني لمحته بين سطور فريديرك نيتشه! في أحد الأيام المتسمة بالرتابة الفراتية بأعين البعض لأنها تحمل تعبئة أوراق تسمى بإنجازات،وبينما يقف الناس عند الإشارة،البعض يتأفأف،بعضهم قلق،الآخر في الجانب الأيمن يتمتم بعبارات تنم عن ضيقه من التأخير. فجأة تتعطل حركة المسير بسبب إحدى السيارات،تتعدد الاتهامات والتهكمات،إلى أن تتجمهر مجموعة حول السيارة لكي تعرف ماخطب هذا الرجل. حينها كان يصيح { أنا أعمى،انا أعمى } وقد كان الأعمى الأول في الرواية..حاول البعض تهدئته ولكن يبدو أنه لم يجدر بهم إلا الاستعداد لمساندته! فقد يكونون هم القادمون.. ساعده شخص في العودة إلى المنزل،صحيح أنه كان المعول لهذا الرجل،لكنه في النهاية مجرد كائن بشري أو مزيج بينهما،فقد قرر سرقة السيارة فجاءت الأقدار بأنه عمي قبل قيادتها،ياللحظ!! فبدل أن ينجرف في ذنبه, تنحرف العادة ليذهب مع الشرطي للمنزل بدل مخفر الشرطة!! نعود للأعمى الأول،وفي الحين الذي كان متواجدا في منزله،حيث الهدوء إلا من الفوضى التي أحدثها هو. تعود زوجته فلا تستطيع تجاهل ماحدث،فتنهره ولكنها تمتنع عن إكمال غضبها الذي جاء في غير وقته،ترأف لحاله بعد أن عرفت ماحل بزوجها المسكين،يحل محل العاطفة العجب بعد أن حل مكان الغضب الهدوء..كيف يكون العمى أبيضًا؟! تتصل بالطبيب لتُخبره بأنها حالة مستعجلة.. أصابت الحيرة طبيب العيون،ففي مثل هذه الحالة يقف الدماغ عاجزًا عن أي تفسير! يقوم الطبيب باستدعائه للعيادة ليبحث في  مثل هذه الحلبة!!!!!!!!!!! وبما أنها حالة مستعجلة ومستغربة فقد دخل الأعمى الأول قبلهم جميعًا..كانوا يجلسون في العيادة:{ الكهل ذو العين المعصوبة، وأم الطفل الأحول، والفتاة ذات النظارات السوداء}..وهم أبطال الرواية" احتار الطبيب لأن مايراه أمامه عينان سليمتان،أعطاه موعدًا في اليوم التالي علّ بحوثه تجدي نفعًا. ماحدث لطبيبنا أنه عمي أثناء انغماسه في البحث!! اتصل الطبيب بالمستشفى الذي كان يعمل به،وسرعان ماوصل الخبر إلى وزارة الصحة التي لم تتوانى ولو قليلاً في وضع المصابين بمعزل عن الآخرين لشكهم بأنه وباء.{كانوا داخل مصحة مهجورة}.. رافقته زوجته للركوب في سيارة الإسعاف،لكنها مُنعت من ذلك فادّعت تعرضها للعمى في تلك اللحظة- في ذلك الحين كنت أنا أقرأ،شعرت بأن الكاتب سلبني التشويق!! لدرجة أنني أغلقت الرواية ليومٍ كامل كي لا أُصدم مما حصل!! كنت خائفة لأني اعتقدت أن عينيّ الروائي{زوجة الطبيب } قد عٌميت حقًا!! صحيح أنني لم أكن أعرف أنها بطلة الرواية لكنه أتاني شعور لاأعلم عن ماهيته ومن أي ناحيةٍ أتى ولكنه شعور القارئ الذي لايمكن وصفه ولن أكون منصفة إذا حاولت الحديث عنه. ياالله!! هاأنا اضيع مرةً أخرى،سأحاول أن أنساني قليلاً كي أكتب المراجعة بطريقتها الصحيحة صحيح أني لاأحب الانقياد والتنفيذ على حسب القوانين والأحكام ولكن!! حسنا سأكمل لأني ضعت مرةً أخرى !!! ذهب هو وزوجته بسيارة الإسعاف،وتبعهم الأعمى الأول وزوجته وكل من التقى بهم أو لمسهم أو تحدث إليهم. حتى المشكوك بتعرضهم لسهام هذه العدوى حُجِزوا،العميان في جناح والمشكوك بتعرضهم للعدوى في الجناح المقابل.. وكانت هناك قوة من الجيش تحاصر المصحة أو تحرسها لاأعلم فجميعها واحدة،كل من يتعرضهم سيموت برصاص الجند،كل من يتخطى الخط الذي وضعوه على فكرهم قبل المكان،حتى لو لم يقصد .. الخوف أحيانًا يكون أساس الإطار الفكري والمتحكم.. واللبيب من جعله وجهًا من هرم وليس الهرم بأكمله كي ينعم بحياةٍ طيبة! حاولت زوجة الطبيب أن تتحكم في سير الأحداث والتنظيم،وكل شيء لكنها تفقد السيطرة في الحين الذي يكون فيه تتابع الحشد مستمرًا مستحيل التوقف.. سيطرت مجموعة من العميان السفاحين على المصحة. استولوا على كل شيء، ممتلكات شخصية أو وجبات الغذاء التي تأتي من الخارج، كان المحتجزون هائمون في القاذورات متصارعين لامتضامنين. ثم استباح السفاحين حرمة الغرف، فقد كان على جميع النساء أن يدفعن ثمن خدمتهم للمحتجزين!!!  شيء رائعُ جدًا أن تسرق وتطالب بالثمن،وأن تجبرهم على السكوت فأنت قد ختمت سمات الشر والوحشية ...! لم تسكت زوجة الطبيب،ففي إحدى الأيام قتلت زعيمهم مستغلةً الوضع..وهم بدورهم اختبئوا واختبأت معهم وحشيتهم،كانت الثروات متوافرة لديهم, إذًا فهم لايواجهون أي مشكلة سوى عقليتهم والتفكير في الخطوةِ القادمة. هاج المحتجزون أخيرًا ,فلم يصلهم أي طعام،وحين خرجوا والخوف يخالجهم لم يقابلوا سوى الصمت... هنا يخرجون من حجرٍ لحجرٍ أكبر , المدينة بأكملها تصاب بالوباء. تبدأ المرحلة التالية حيث العناء،من حيث الحصول على الغذاء،والقاذورات والجثث والمعارك الصغيرة التي تثبت أن كل شيء مرهون بالرغبة وأقصد هنا {الرغبة المجنونة} !!! في كل شيء لاأستثني.. أخرجت النفوس اسوأ مالديها وربما تراجعت عن مبادئها ووقفت في مؤتمر الافتراس المليء بدم العفاريت!!؟ لكن ومن ناحيةٍ أخرى توجد مجموعات صابرة تنظر من نافذة الأمل وترتقب الفرج. وفي يومٍ ما،وبينما مجموعة أبطال الرواية تجلس كعادتها.. صرخ الأعمى الأول{لقد عميت}!!! فاستغربت زوجته وقالت ومانحن عليه؟ فقال إن عماه تحول من العمى الأبيض للأسود،وماهي إلى فترة قصيرة واستعاد بصره،احتضنته زوجته..وكما ابتدأ العمى انتهى ... لكن هل وجد الناس البصيرة؟ هل نحن عميانٌ حقًا؟ نحن نمتلك البصر ولله الحمد،لكن؟ هل كل من يمتلكه تخالطه البصيرة؟

رؤيتي النقدية تكمن في شيء واحد وهو أن الكاتب سرّع في الأحداث بعدما عاد البصر إلى الناس،ليس بشدّة لكنه أيضًا ليس بطول الاحداث خلال الفترة التي كانوا فيها عميانًا.. السؤال الذي ابتدأت معه ولازلت أقبع بينه وبيني:هل سيُحال مجتمعنا إلى أخس من الحيوان الأعجم ؟

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
1 تعليقات