كبرت ونسيت أن أنسى > مراجعات رواية كبرت ونسيت أن أنسى > مراجعة Ahmad Ashkaibi

كبرت ونسيت أن أنسى - بثينة العيسى
تحميل الكتاب

كبرت ونسيت أن أنسى

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
2

لا أدري هل المرأة الكاتبة بوسعها أن تكتب موضوعا لا يتعلق بكونها امرأة أم لا!

بثينة العيسى كاتبة قديرة... أسلوبها سلس .. ولغتها قريبة إلى القلب..... ولا أعتقد أن هذا ينكره أحد...

لكن الكتابة ليست اللغة فقط... الكتابة عمل أدبي متكامل.... له هدف ومغزى... له أصل ومشكلة وحل...

وبثينة العيسى في روايتها هذه وقعت في هفوتين....

الهفوة الأولى وهي الأهم والأوضح للجميع :هي استخدامها للنموذج الملتزم بالدين المتشدد كمثال للشخص السيء...

وعل كل حال فهذا له حدين.. الحد الأول: هو أنه ليس كل شخص ملتزم هو بالضرورة مثل صقر.. وبذلك فإن بثينة العيسى تعرض المثال السيء وكأنها تقول لنا: لا تكونوا مثله...

أما الحد الثاني: فهو أن القارئ بصورة لا إرادية ينفر من ذلك المثال للشخص الملتزم وبذلك يحس بكراهية مبطنة له ولالتزامه....

أقول: كان عليها أن تعرض المثال المتزن للشخص الملتزم التزاما حقيقا لا التزاما ظاهريا فقط...أو على الأقل أن تعرض جدالا منطقيا بين صقر وفاطمة يوضح الخلل في طريقة صقر في أخذه لأمور الدين وتصرفاته بناء عليها...

وإلا فما الفرق بين هذه الرواية ورواية "مولانا" لإبراهيم عيسى؟

عندما نريد أن ننتقد سلوكا معينا يسلكه شخص ملتزم بالدين علينا أن نكون حذرين أشد الحذر.. حتى لا يفهم أنه انتقاد للدين أو أي جزئية منه... وقد وقعت للأسف كاتبتنا في هذا الفخ عندما استرسلت في انقاداتها حتى إنها أصبحت تتخذ –على لسان فاطمة – من بعض علوم الدين كالجرح والتعديل مادة للسخرية!!

علينا دائما ألا نخلط بين الدين الحقيقي والتطبيق الفعلي له بكل تعاليمه وأخلاقه.. وبين الصورة المشوهة التي يمثلها البعض والذين يتخذون من الدين ذريعة يمارسون بها تسلطهم على غيرهم...

الهفوة الثانية:

الدعوة إلى التحرر بأشكاله العديدة:

انتقاد الاحتشام والعباءة الساترة.. ومدح اللباس الفاتن

المراسلات الغرامية الفاحشة أحيانا بين الحبيبين البريئين!!!

هروب فاطمة من زوجها كحل نموذجي و "جريء" لمشكلتها في عدم تقبلها له كزوج الأحلام وكحبيب لها...

صديقتها "حياة" كنموذج مثالي للفتاة العصرية التي تعيش حياتها بكل حرية... والتي دبرت لها لقاء بحبيببها في بيتها....

بالتأكيد سينتصر لهذه الرواية تلك الفئة من النساء مقهورات والفتيات المقموعات في بيوت آبائهن وأزواجهن... فهذه الرواية – كغيرها من الروايات – تدغدغ تلك الأحلام البنفسجية في كسر القوانين والتحرر من قيود المجتمع والرجل والدين معا....

هل بات هذا أسمى غايات المرأة؟

أين ذهب جزاء الصبر؟ أم أننا لم نعد نؤمن بالآخرة؟ أين تضع هذه الرواية نساء كأمهاتنا اللواتي عشن مقهورات في بيوت أزواجهن فصبرن ..

ماذا سيكون رأي المرأة التي صبرت على أذى زوجها أو تسلط أخيها أو أبيها ثم عاشت بقية عمرها صابرة محتسبة؟ هل ستقول: هذا ما كان يجب أن أفعله عندما كنت في سنها؟ هل ستقول: ضيعت عمري وكان بإمكاني أن أحيا كما أريد؟ هل ستندم أنها لم تترك زوجها وتهرب مع شاب تحبه؟

يا ترى ما هدف مثل هذه الرواية؟ وما رأي كاتبتها إن كانت روايتها سببا في ترك بعض النساء لأزواجهن؟

على كل حال...

هناك مغالطات روائية في هذه الرواية العجيبة...

لا أدري لماذا تتعمد بثينة العيسى أن تضع عنوانا لا يتلاءم مع المحتوى....

عندما تقرأ عنوانا كهذا يتهيأ لك بأن بطلة القصة قد عاشت زمنا طويلا.. ثم هي تنظر بتحسر إلى طفولتها.....

أحداث الرواية تقع في إحدى عشرة سنة على أكثر تقدير... فهل تسمي الفتاة التي بلغت من العمر 24 سنة أنها كبرت؟

فاطمة فقدت والديها وهي في الثالثة عشرة... وعاشت في حجر أخيها فيما كانت تسميه "السرداب" سبع سنوات... ولا أدري ألهذه التسمية علاقة بالمهدي الذي سيخرج من السرداب – عند الشيعة – ثم يملأ الأرض عدلا أم لا...

ولكن بغض النظر عن ذلك.. فهي دخلت الجامعة وعشقت عصاما.. ثم ضربها أخوها صقر في أصبوحة شعرية وحبسها ثلاث سنوات في غرفتها ولم تخرج منها إلا للزواج من صديقه فارس..

لم تلبث سنة وهربت من زوجها لتلتقي بحبيبها بعد أربعة سنوات من غيابها عنه.. وأذكر هذه التواريخ والأزمان بناء على ما جاء في الرواية... فلو فرضنا أنها قابلت حبيبها في الجامعة في السنة الثانية لكان عمرها عندئذ 20 سنة.. ثم التقت به بعد أربع سنوات أي كان عمرها أربع وعشرون سنة... فهل تقول من تبلغ الرابعة والعشرين: كبرت ونسيت أن أنسى؟

هناك شيء آخر:

في مقدمة الرواية تذكر فاطمة بعض الأمور التي حزت في نفسها ولا تزال تذكرها كذكرى أليمة منها:

"عندما سقطتُ وشجّ حاجبي،

عندما أجبرتني معلمة الرياضيات على الوقوف ووجهي للحائط

لأنني نسيت أن 7 6 = 42

عندما انكسرت درّاجتي ولم يشتروا لي أخرى

لكي لا أكسرها.

عندما انكسرت زجاجةُ روحي"

ثم تذكر:

"عندما مات والداي

عندما لم أمت أنا

عندما كان العالم كثيراً وأنا وحدي

عندما نحر أخي دميتي لأن "الباربي" حرام

وشطب قناة "سبيس تون" لأن "البوكيمون" حرام"

إذا فالذكريات الأليمة بدأت بالفعل قبل أن يموت والداها في حادث السيارة... فلماذا إذا تمحورت القصة حول الأحداث التي حدثت بعد موتهما وبالأخص تسلط أخيها "الملتزم" عليها...

إذا أردتم رأيي المتواضع... فالعنوان وهذه البداية "المشوقة" التي لم يتم التطرق لها أبدا في الرواية.. إنما وضعا لجلب الانتباه وكنوع من تسويق الرواية فحسب...

النجمتان للأسلوب واللغة... أما القصة فنمطية جدا.. والنهاية متوقعة...

Facebook Twitter Link .
8 يوافقون
2 تعليقات