هروبي إلى الحرية؛ أوراق السجن (1983 - 1988) > مراجعات كتاب هروبي إلى الحرية؛ أوراق السجن (1983 - 1988) > مراجعة حسان الحمدان

هروبي إلى الحرية؛ أوراق السجن (1983 - 1988) - علي عزت بيجوفيتش, محمد عبد الرءوف, شكري مجاهد
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

ليست هذه هي مصافحتي الأولى لبيجوڤيتش، لكن يبدو بأني أقرأ كتبه مرتبةً كما ألّفها دون أنتبه.

في فترة اعتقاله الثانية، كان بيجوڤيتش يكتب، خفيةً، خواطر وأفكارًا تجول في رأسه، تدور هذه الخواطر حول الحرية، والحياة، والسياسة، والإسلام. كانت عملية الكتابة هذه بمثابة هروب مجازيٍّ إلى الحرية، وربما كانت مناسبة أكثر لأفكاره حول الجوّاني والبرّاني!

.

في الفصل الأول، كانت الفقرات تدور في غالبها حول الحرية، هذه القيمة المركزية في فكر بيجوڤيتش، والتي تأكدت -بكل تأكيد- بعد اعتقاله. وإنه لمن المثير أن تقرأ أفكارًا حول الحرية، كُتبت في زنزانة! تبدو بعض كلمات علي عزت في غاية البؤس والحزن والمرارة والألم، بينما تبدو بعض بعض الأسطر ترقص من حجم البهجة فيها، كما لو أن بيجوڤيتش كان حرًا فعلًا وقت كتابتها

.

الفصل الثاني كان مخصصًا لتلك الخواطر التي كتبها علي عزت عن الدين، من نقد للدين اليهودي وطقوسه، وتفسير للدين المسيحي وتوضيح انحرافه، وتبيان موقف الإسلام بينهما، حيث يتقن بيجوڤيتش اكتشاف تلك المنطقة التي تتوسط المتطرفين على الدوام

.

الفصل الثالث وضع فيه علي خواطره السياسية، حيث تجد فيه، بكل تأكيد، نقدًا لاذعًا للشيوعية والاشتراكية والماركسية، بالإضافة إلى تقويم التجارب الاقتصادية، والحديث عن الديموقراطيين الاشتراكيين، ونقد متردد للديموقراطية والرأسمالية. من المهم ملاحظة أن علي عزت بيجوڤيتش، رغم أنه مفكر إسلامي، إلا أنه ينطلق للمجال العام من خلال هويّة أوروبية. تبدو القومية هي الهوية الأكثر منطقية للتعامل مع النظام الحالي للعالم

.

الفصل الرابع كان إعادة قراءة لكتاب "الإسلام بين الشرق والغرب" خاصة بعد الكتب التي قرأها علي عزت في فترة اعتقاله، حيث وظّف كثيرًا من الأفكار في نظريته التي وضعها في الكتاب. فستنتقل من هيجل وماركس وكانط وروسو وفولتير وهيدجر، إلى دانتي وجوته وميلتون ودوستويفسكي وبيكاسو ودافنشي وشكسبير ومايكل أنجلو، مرورًا بأرسطو وأفلاطون وباسكال وفلاسفة العصر الوسيط

.

في الفصل الخامس وثّق المؤلف بعض الحقائق حول التجربة النازية والشيوعية، الحالة الاجتماعية حينها، وجرائم الأنظمة الشمولية في حق الإنسان

.

الفصل السادس كان مخصصًا للخواطر التي كتبها بيجوڤيتش حول الإسلام، استهله بنقد شديد للتصوف والاتجاه الكلامي، وبعض الأفكار التاريخية حول التجربة الحضارية الإسلامية، كما كتب أفكارًا ليست سديدة في تفاصيل الإسلام، في المنطقة التي لا يتقنها علي عزت

.

ختم المؤلف كتابه بملحق حوى رسائل أبنائه إليه في المعتقل، أحببت رسائل ليلى أكثر، وأعجبت بشخصية بكر، وكنت أتجاوز رسائل سابينا!

.

الكتاب روعة!

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق