كتب العبقريات , كتب مميزة , وخالصة , سخر فيها العقاد جل طاقاته , الفكرية , والعقلية , والبحثية , والتحليلية , من أجل الخروج من العقلية الإعجابية بالشخصيات اللتي ترجم لها , إلى كشف حقيقة تلك الشخصيات , كما هي , أو كما وجدت.
وطريقه في العبقرات والأريحيات مثل عثمان بن عفان رضي الله عنه, طريق الكشف , ونفض الغبار , وإزاحة الشواذ من الروايات , والأحكام اللتي أطلقت على هذه الشخصيات , نيلا منها أو تشهيرا بها .
فسيرة الخليفة الثاني عمر ابن الخطاب رضي الله عنه , مليئة بالحشوات والأكاذيب التي دست فيها , سواء من طرف الفرس الصفويين , أو من طرف الصلبيين والمستشرقين,
فسلك العقاد طريق تتبع الروايات , والنصوص , بتواريخها , وإسنادها , ومجرى أحداثها , وكذب الرث منها والمدسوس , وحلل المثبت منها , وربطها بالشخصية العمرية , وحاله كمسلم , أو كقائد , أو كخليفة.
فكان العقاد في عبقرياته كلها , قوي الحجة , قوي البرهان.