حين تترنح ذاكرة أمي > مراجعات رواية حين تترنح ذاكرة أمي > مراجعة Amira Mahmoud

حين تترنح ذاكرة أمي - الطاهر بن جلون
أبلغوني عند توفره

حين تترنح ذاكرة أمي

تأليف (تأليف) 3.7
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

( اسأل الله أن يُميتني في حياتك )

يا الله , أنها جملة واحدة تُلخص مقدار حُب كُل أم لأبنائها

هل رأيت ابن أو ابنة مهما بلغت درجة برهما , يدعون مثل هذا الدعاء !!

إنها دائمة وأبداً عاطفة الأم الجياشة , وحبها الذي يجعل أبنائها فوق كُل شيء

فوق حياتها حتى !!

هذا هو السبب أن يحث القرآن كُل منّا على بر والديه , ولكن لا توجد في المقابل آية توصي الآباء والأمهات على الرفق بأبنائهما

ذلك لأن حب الوالدين غريزة فطرية لا تحتاج لوصاية

إنه الحب الأبدي

حب لا ينتظر منك مقابل , هديته الوحيد هو أن تكون دائماً بخير ونجاح :))

قال الله تعالى :{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}[الإسراء:23-24]

وقال تعالى

{ووصيّنا الإنسان بوالديه حملته أمّه وهناً على وهنٍ وفصاله في عامين

لقمان:14].

الأم

هي الشخص الوحيد على هذه الأرض الذي يتمنى أن تكون أحسن منه مئات المرات

الشخص الوحيد الذي يشملك بالرعاية والحنان والحب والبركة والدعاء

ولا ينتظر منك شيئاً , ولا يتذمر من تقصيرك تجاهه :))

أعترف أنني ذبت حباً بهذه المرأة , أعجبتني فلسفتها , حكاياتها , طريقة حديثها وحتى تنهيدتها التي كُنت أشعر بها ما بين السطور

وأشفقت عليها كثيراً , كيف أنها تحملت وصبرت كُل هذا المرض والعذاب بنفس راضية , سمحة , مقتنعة بقضاء الله وقدره

" أنا لا أخاف الموت .. الموت حق أوجبه الله علينا لننهي حياتنا . حتى لا يمكن لي أن أعترض على إرادة الله , أما المرض , فشيء آخر ,, المرض موت نذل حقير ,, يتربص بنا ,, يفتك بجزء من جسدنا , يعذبه , يحرمه من قدراته الطبيعية . ثم ينتقل إلى جزء آخر ليعيث فيه فساداً وألماً قبل أن يهاجم الرأس في الأخير , أنا لا يخيفني الموت إطلاقاً , ما يخيفني هو أن أرى عذابي في نظراتكم , أن أراكم تتعذبون بعذابي والألم ينخر ذاتي من الداخل , هذا ما لا أطيقه , أنا مؤمنة , أنا مسلمة أمري إلى الله ,, كم يسعدني أن يناديني ربي لألتحق به , غير أن لي أمنية واحدة : أن تكونوا جميعاً معي من غير أن تتعذبوا ! "

عبّرت فلسفتها عن رأيي في المرض والموت , أنا مثلها أخشى المرض حد الرعب

يُخيفني أن أرى من أحبهم يتألمون بسبب مرض لعين يفتك بهم

أو يتألمون لأجل مرضي

مُرعبة هي فكرة الموت و المرض والعذاب والالم الناتجين عنهما

عندما تقترب منها وترى تفاصيلها بوضوح كما في هذه الرواية

وأكثر رعباً عندما تفكر مجرد التفكير في اقترابهما هما منك

أن يأتي أحد منهما ليختطف أحد من أحبائك , من هؤلاء الذين لا تتخيل شكل الحياة بدونهم

اسأل الله أن لا يُرينا مصير وعذاب كهذا في أحبائنا

ربي أحفظ لي أمي فهي خير ما أملك , هي كُل ما أملك

سأسمح لنفسي باقتباس دعاء الكاتب لأمه , أهديه لكُل آمهاتنا

" الله يعطيكِ الصحة ويحفظكِ لنا بركة إلى الأبد ويجعلك حاضرة بيننا باستمرار وسعيدة بحبّنا "

آميـن

الرواية صُورت الكثير من المشاعر

مشاعر الأم تجاه أبنائها ومشاعرهم تجاهها

مشاعرنا كبشر نحو المرض والموت , تُرى ما هي طريقة كُل منّا في مواجهة

هل سنواجه بصبر كما واجهته بطلتنا , أم بضجر وقلة ايمان ؟!

الرواية

أحببت فكرتها , لكنها لا تخلو من بعض الملل

تكرار الأحاديث , رتابة الأحداث , لا أعرف لما شعرت فيها بهذا الملل

هي أول قراءة لي مع كتابات الطاهر بنجلّون

سأكررها أيضا في رائعته

تلك العتمة الباهرة

تمت :))

Facebook Twitter Link .
6 يوافقون
اضف تعليق