ساق البامبو > مراجعات رواية ساق البامبو > مراجعة Ahmad Ashkaibi

ساق البامبو - سعود السنعوسي
أبلغوني عند توفره

ساق البامبو

تأليف (تأليف) 4.4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

رواية جميلة جذبتني بأسلوبها السلس البسيط في السرد.. وأعجبني فيها قدرة السنعوسي على تقمص الشخصيات بشكل متقن بالفعل.

لم أتوقع من كاتب كويتي أن يكتب بهذه البراعة وهذا الوصف الدقيق لبلد فقير بالنسبة إلى الكويت كالفلبين... ولكن زالت دهشتي عندما عرفت أن الكاتب قد سافر فعلا إلى الفلبين.. وآثر أن يسكن في بيت ريفي بسيط جدرانه مصنوعة من سيقان الخيزران ...

تناقش الرواية مشكلة الهوية والانتماء.....وتحكى قصة فتى كانت حياته نتيجة علاقة عابرة بين شاب كويتي وخادمة فلبينية... وفي رحلة هذا الفتى للبحث عن هويته يصطدم بثقافة مختلفة في مجتمعه الجديد...

ويناقش السنعوسي كذلك عدة أمور تواجه المجتمع الكويتي خصوصا فيما له علاقة بحرب الخليج وآثارها, مثل مشكلة البدون.. ومشكلة الأسرى الكويتيين.. وإلى مشاكل أخرى في المجتمع مثل العصبية القبلية والبرجوازية ...

ما لم يعجبني في الرواية هو المثالية في كل شيء... فمثلا شخصيات الرواية الأساسية كلهم طيبون...فبعض الشخصيات في الرواية وإن بدوا سيئين في البداية إلا أن هناك دائما ما يبرر أفعالهم في النهاية...

أيضا هناك المثالية في الأحداث.. فلم أحس أنا شخصيا بأن عيسى – بطل الرواية- كان في مشكلة حقيقية أبدا ... فمعظم المشاكل إما بسيطة أو أنها ما تلبث أن تحل بسرعة.. فيتكون شعور لدى القارئ أن البطل بالتأكيد سيخرج من هذا المأزق سريعا أو أن النهاية على الأقل لن تكون مؤلمة... هذه المثالية هي التي قد تضيع جمال العمل الأدبي بسبب بعده على الواقع...

يبحث عيسى أيضا عن الله في رحلته للبحث عن هويته .. أو أن البحث عن الله هو جزء من بحثه عن هويته... ولكن هذا الجزء يتركه الكاتب نهايته مفتوحة.. وهذا ضعف في الطرح.. إذ لابد للكاتب من أن يتبنى موقفا من الايمان بالله وبالتالي يظهره في النهاية على شكل استنتاج... إلا إذا كان الكاتب نفسه لا يدري أين يذهب....

التصويرات الفنية في الرواية جميلة جدا.. ويكشف عن براعة السنعوسي في استحضار مخيتله لينقلك إلى المشهد بكل ما فيه من صور جميلة وروائح وأحاسيس مختلفة ومختلطة

أقتبس هنا:

(أفتقدها كما أفتقد رائحة العشب بعد اغتساله بالمطر,بعد أن تمتلئ التربة بالماء, تتجشأ الأرض, وتنفث أنفاسها المنعشة تغسل أرواح الخلق)

ببراعة شديدة يجعلك السنعوسي تعتقد أن القصة مترجمة بالفعل.. وهذا أحد أشكال تقمصاته في الرواية... فمثلا يقول: سمعت "النداء للصلاة" ولم يقل الأذان.. لأن النداء للصلاة هي الترجمة الحرفية لcall for prayer ... وهذا إنما هو جزء من حبكة الرواية فقط..

هناك خطأ إملائي وجدته في الرواية ولا أدري هل هو فقط في هذه الطبعة أم لا.. والخطأ هو كلمة "رفاة" ويقصد بها بقايا جثة الميت والصواب أن تكتب بالتاء المفتوحة هكذا "رفات" ... لأن "رفاة" هي جمع كلمة "رافٍ" وهو الذي يرثي الثوب أي يصلح خرقه..

الرواية جميلة جدا ... وتناقش موضوعات واقعية في مجتمعاتنا العربية... وبغض النظر عن كونها فازت بجائزة البوكر فإنها تستحق القراءة فعلا...

Facebook Twitter Link .
7 يوافقون
1 تعليقات