دروز بلغراد > مراجعات رواية دروز بلغراد > مراجعة مبارك الهاجري

دروز بلغراد - ربيع جابر
أبلغوني عند توفره

دروز بلغراد

تأليف (تأليف) 3.7
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

خشيتُ أن يكون لقاء حنا ببربارة في المشهد الأخير كابوساً كما قد توهمه البطل؛ لكنه من الجميل حقاً بعد كل تلك الحيوات من المعاناة أن يعود لأحضان زوجته وابنته.

بائع البيض حنا يعقوب، يقتاد دون ذنب ليحل محل درزي أخ خامس لأربعة إخوة قضي بسجنهم ونفيهم في بلغراد، المعاناة تستمر في التعذيب النفسي أكثر من ذلك البدني الذي كان في البداية، حينما صاح بصوته: أنه ليس سليمان غقار بل حنا، حتى في سنة العمل الإلزامية التي سبقت تاريخ الإفراز لم تنتهِ تلك المعاناة بل هي تبدأ في جانب آخر أشد وقعاً مما سبق الجانب التي تتعارض فيه المصالح الطارئة أو العارضة مع الإنسانية. كانت الإنسانية يُقايض بها. كان لها ثمن أجل؛ ولكنه ثمنٌ بخس، للمعاناة دوامة كذلك حين يفر من موجة القتل تلك في السنة الإلزامية ليسرق بيضة كان يبيع مثلها من قبل فيسجن مرةً أخرى لتتضاعف سنون تيهه عن أهله. يكثر ربيع جابر من الوصف، يعتمد على لغة متوازنة مع طريقته في السرد؛ لكنها ليست متينة. يعتمد التاريخ ويستحضر الجغرافيا يناوب بينهما في الأربع روايات التي قرأتها له ( رحلة الغرناطي / اعترافات / أميركا / دروز بلغراد ). فكرته في الابتكار ماتعة لا شك، حتى في الأحداث الصغيرة التي أنشأها عن الشيخ مصطفى مراد وبناته الثلاث، كذلك عن الجبل الذي يسكن به أبناء الشيخ غفار، كل ذلك كان بديعاً؛ لكنه في رأيي افتقد إلى اتقان التقنية التي يكون عليها حنّا في السجن، صحيح أن أمر صمته عن تعريفه بنفسه قد يُستساغ تحت الضرب والألم؛ لكنه لا يهضم. شيءٌ ما كان يتأخر عن الدرجة الكاملة في المعالجة، هو شيءٌ ما يجعلك تصفق بشدة لكن بروح لا يتم فيها التوقد والحيوية، وإن كان من شيء يستحق البوكر من أعماله فيما قرأت فليس سوى أمريكا.

رواية ماتعة بلاشك. أنصح بها.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق