انتهيت من رحلتي في عالم غسان كنفاني العاشق من رسائله لغادة السمان ، ولا أُخفيكم أنني أتمنى لو أنني كنتُ أحيا في زمنِ حبهما فلربما شهدت ما كتبت غادة من رسائل و لربما علمت ما حدث في آخر خمس سنوات من حياة غسان من تاريخ آخر رسالة وردت في الكتاب ! لا أدري إن كان لي الحق أن أقول بأن غادة السمان ارادت أن ترضي غرورها كأنثى بنشرها هذه الرسائل فلم تتخير إلا أكثر الرسائل عاطفةً ففي مجملها صورت لنا غسان بالعاشق المعذب في أشد حالات الضعف و الاحتياج و المرض يتنظر ردًا من تلك الغادة اللامبالية القاسية فهي ترسل للجميع سواه ولا ترد عليه ! فكان من حق غسان عليها أن لا تسىء له و تظهره بهذه الصورة فلربما إن حذفت بعض الألفاظ و ما يختص بزوجته آني و ابنيه لكان أفضل .
و ليتها بحثت عمن بحوزته رسائلها بحرص أكبر لتكتمل الحكاية في ذهن القارئ الشغوف المتعاطف مع عاشقها _حتى و إن كان خائنًا لكنني لم أستطع إلا أن اتعاطف معه و اعجب بما كتب _ و الحانق عليها لهجرها و قسوتها (كـ: أنا )