دروز بلغراد > مراجعات رواية دروز بلغراد > مراجعة حسين محسن

دروز بلغراد - ربيع جابر
أبلغوني عند توفره

دروز بلغراد

تأليف (تأليف) 3.7
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

أوصلني ربيع جابر – بعد قراءتي الثانية له – إلى قناعة أنّي أقف أمام أديب متميّز يعد مستقبل الرواية العربية بالكثير.

يتناول جابر في روايته هذه حدثًا مركزيًا واحدًا يغوص في معالجته عميقًا؛ وهو حادثة ترحيل مجموعة من دروز الجبل اللبناني ونفيهم إلى بلغراد على إثر أحداث مذابح الجبل في العام 1860 التي دارت بين دروز الجبل ومسيحييه. وفي تناوله هذا الحدث يأخذنا في رحلة إنسانيّة مريرة مع أحد مسيحيي بيروت المأخوذ خطأً معهم، فنعاين معه شدة ما قد تكون قسوة الحياة على ابن آدم.

وأمام معاينة الأحداث تلك، يغوص بنا جابر في معالجات داخلية للنفس البشرية، من إظهارٍ للوحشية التي قد يتلبس بها ابن الطين ناسيًا بُعد الرحمة التي أودعها الله فيه فيستحيل وحشًا كاسرًا يهون في نظره أي قهر وظلم قد يسببه لأخيه الإنسان، إلى إظهارٍ لطبيعة العلاقات التي قد تنشأ بين معدومي الحال الذين لا يجمعهم إلا قهرهم وعذاباتهم، وصولًا إلى استعراض حال المقهورين وكيف يمكن للعذاب أن يصنع بأهله، وغيرها من لفتات برع كاتبنا في عرضها ولمس في ذلك دواخل أنفسنا (أو نفسي أنا كحد أدنى) إلى أبعد حد.

إن كل ذلك قد يشكل دروسًا لأجيال اليوم والغد فيما خص مسألة تعاطي الإنسان مع أخيه الإنسان..

ثم إن ذلك كله قد ترافق مع حسن بيان وبراعة في الوصف للشخوص والأحداث والأماكن التي دارت فيها أحداث الرواية (من بيروت، إلى بلغراد، ثم بلاد الهرسك، فصوفيا، فالجبل الأسود، وغيرها). وهو ما أفعم الرواية برونق بديع زاد من قيمتها المعنوية قيمةً شكلية.

أما ما قد يعيبه البعض على أحادية الحدث في الرواية وأن ذلك مما قد يضعفها، فإني أعتقد أن الحدث الواحد حين نغوص في معالجته متناولين جوانب بهذا العمق والحساسية، فإن ذلك لا يضر بقيمة العمل شيئًا، ويغني الكاتب عن إثقال الرواية بالأحداث.

شكرًا ربيع جابر..

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق