الجريمة والعقاب الجزء الأول > مراجعات رواية الجريمة والعقاب الجزء الأول > مراجعة سلمان الشهراني

الجريمة والعقاب الجزء الأول - فيدور دوستويفسكي, حسن محمود
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

الجريمة والعقاب .. أهي جريمة القتل وعقوبة السجن ؟! هل خلد التاريخ والأدب هذه الجملة فقط .. قرأت نقداً ذات مرة أنه يتساءل ويجعل كل منا يسأل نفسه، هل لنا الحق في سلب حياة أحدهم لأي سبب كان مهما عظم في أنظارنا؟ هل يحق لأمريكا مافعلته في ناجازاكي وهيروشيما؟ هل يحق لداعش إحراق الطيار؟ فالياباني يرى أن أمه ليس لها ذنب والأردني أن ابنهم يدافع عن وطنه. لكن ماذا لو علمت أن أحدهم سيقتل صلاح الدين واستطعت ان تقتله وهو رضيع هل ستفعل؟ ماذا عن نيوتن، الرازي، اينشتاين، ابن سينا...؟! الحضارة مقابل الإنسان، فهم قدموا الحضارة ولكن الانسان يخلقها، [وليس السؤال هنا عن هل النفس بالنفس ولكن قبل الحدوث وقبل الجريمة] .. هل ستقتل اطفالاً لتغير العالم للأعظم؟ وان كنت متاكدا هل ستقتل أخاك وابنك وتمضي على ورقة إعدامه منذ الطفولة؟ هل ستجر الجيوش وتنادي بالجهاد وابنك ينام بأحضان الأنوثة؟ ..

# ولكن انا لم انظر للجريمة انها القتل .. بل انها الكذبة البيضاء الصغيرة، والمجاملة اللطيفة، والإبتسامة الصفراء، والحضن البارد، عندما تقتل الإنسان الذي بداخلك من أجل وحش الطبقة الإجتماعية، عندما يضحي الآخرون من أجلك، عندما تضعف أمام الرغبات والشهوات، عندما تقع في حب ساقطة، عندما تتزوج المال، عندما يكون الفقر بابك الوحيد لتنفق فيه مالك، ...

اما العقاب.. ذلك العقاب القاتل الوحشي الدموي اللانهائي، هل ستقبل خد أمك بفم ملئته كذباً وزوراً وابتسامات منافقة أم ستكون بربريا همجيا ثم تقبل امك بطهارة شفتيك؟ هل ستحتضن أختك وأباك بكل اشمئزاز من نفاقك أم..؟! هل ستشتري ثياباً ويبقى أهلك جائعون أم ستبقى عاريا {والفقر لن يفترق عنهم، فهو الابن البار الذي لا يغيب} ؟ حتى وإن كنت أملهم الوحيد والطبيب الموعود والضابط المؤمول ؟؟؟؟ هل ستتزوج من جعلت من نفسها الطاهرة خرقة ترمى بكل مكان، ثم تعود فتستعمل؟ حتى وإن كان من أجل أبيها وأمها والاخوة الاطفال؟ لم يرق لك السؤال؛ فلنقل هل ستحضن ابنك عندما يقتل صديقه من أجل أن يأتي لأمه بالدواء؟ فهكذا ألطف! .. هل لو كان لديك طفلان وعلاج واحد، من ستعطيه ومن ستترك؟ ومن أعطاك الخيار لتختار؟! ...

من يبحث عن هذه الاسئلة يكون نزلت فيه العقوبة، وان كانت اجبارية، فلا روحك اختارت جسدك ولا مدينتك ولا عصرك ولا حضارتك.. عقوبة تراها في حمى الجواب وهلوسة الاختيار، ستتمنى ان تموت على ان تختار-ولكن الموت ليس خيارا متوفرا- وان كان متوفرا فهل ستحتاره؟ لماذا؟ أنانية الهروب؟

ستتمنى أن تصرخ بأعلى صوتك -أنا القاتل- ولكن من المقتول وأين الجريمة؟ هل كونك إنساناً؟ لم أكن أريد أن أجعل مراجعتي سوداء قاتمة مليئة بالسوء ولكن حدثت هذه الاختيارات في حياتنا، الحق أم الصداقة؟ الصداقة أم الأنانية؟ ذاتي أم الواقع(المجتمع)

الجريمة والعقاب لفيودور دوستويفسكي كانت حياة كاملة من القرارات والأخطاء والقسوة والواقع.. يحق لدوستويفسكي الخلود فقد حقق الواقعية وحقق العدل لذواتنا وافكارنا.. فإن حققنا الجريمة فلن نفلت من العقاب .. وما أبشع العقاب عندما نجعل الموت هروباً منه، وما أبشع جريمة ذاك عقابها

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
1 تعليقات