هل هِيَّ النِّهاية أم أَنَّنا مازِلّنا على أطّراف البِداية..؟!
هل هِيَّ الحَياة أم المَوّتْ..؟!
هل المَوّتْ عالَمٌ سُفّلِيّ أم عُلّوِيّ..؟!
هل هُو الخَوّفْ الَّذي يَتمَلَكُنا أم نَحّنُ من تَملَّكّناه..؟!
أسّئِلةٌ تُلاحِقُ أَسّئِلة، إِجاباتُها مُتَسارِعةُ الظُّهور، لكن يَبّقى جُزّءٌ منها مُبّهَم.
تقِفُ عاجِزاً أَمام فَداحَتِ المَوّتِ وما يُحيطُ بِه من أَلَمّ. لا تَدّري أَهِيَّ حَياةٌ
باقِية مُسّتَمِرة من بَعّدِهْ، أم هِيَّ حَياةُ المَماتْ..؟!
عائِشة، تِلّكَ التي عاشتْ المَوّت بوُجوهٍ مُخّتَلِفة، في أَماكِن وأَزّمانٍ مُتَلاحِقة.
تَطّرُق باب المَوّتَ أَلّفاً، وباب الحَياة لا تُعيرُه أيَّ إهّتِمام.
عائِشة، تِلّكَ التي تُسّكُنِك مَعها، تتملّككْ تُحاصِركْ تأسِركْ وتَتوَحَدْ بِكَ ومَعَكْ.
تَنّقَطع أَنّفاسكْ باحِثاً عن مَخّرج، عن مَنّفَذّ، لكنها أَقّوى تُبّقيكَ شارِد الذِّهّنِ بِها
ومعها. قاطِعاً الوّعّدْ بأَنَّكَ ستَبّقى لِتُنّهي البِداية وتُكّمِل النِّهاية.
ويالَها مِنْ بِدايَةٍ ونِهاية حيّنَما تُعّطي فُرّصةً لِنَفّسِكْ كي تَخوضَ الحَياة في تَجّرُبةٍ
كُنت قد حَرَمّتها على النَّفّسِ والروح.
بثينة العيسى، أبدعت وجادتْ بِكُلِّ ما لَدَيّها من فِكّرٍ وأدب وثقافة، أَثّرَتْ هذه
الرِّواية وأشّبَعَتّها بِما لَم يَخّطُر يوماً في بالِ أحَد.
أتّقَنَتْ كُلَّ تَفّصيلة من تَفاصيل هذه الرِّواية وما دارَ فيها من أَحّداثٍ مُتَلاحِقة.
لَم تَتّرُكْ مَجالاً لأن يَدخُل أَيِّ مَلّلٍ أو ضَجَرّ القارِئَ؛ بِكَلِماتِها سكَنَتْ الرُوح وبحُروفِها
تَمَلَّكتْ القَلّبْ.
"عائشة تنزل إلى العالم السفلي" رِواية تستحق القِراءة مرة وإعادة قِراءتِها مَراتٍ ومرات.
إنَّها من تِلّكَ الرِّوايات التي لا تُنّسى ولا يُنّتَهى مِنها أبداً، وتَترك أَثَراً بالِغاً موضِعُه لدى قارِئِها.