قالت ضحى > مراجعات رواية قالت ضحى > مراجعة Eman Emara

قالت ضحى - بهاء طاهر
أبلغوني عند توفره

قالت ضحى

تأليف (تأليف) 3.8
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

نحن حين نقرأ شيئا يغوص في عمق الشخصيات البشرية وأحزانها وعلاقاتها وتداخلاتها فإننا لا شعوريا نسقط عليها من تجاربنا ومشاعرنا ، لا اعتقد أني كنت سأتفاعل مع الرواية بهذا القدر لو قرأتها قبلاً .

ضحي والراوي وعلاقة حب معقدة ومتشابكة وإحساس بالخيبة يطغي علي كليهما و "إحساسٌ بالضآلة" ، أعرف إحساس الضآلة هذا ، حين يفقد الإنساس فكرة أو مبدأ مثلا أن يكون ثائرا ويهدأ تحت مظلة الرضوخ للواقع أو فقدان الأمل - أن يحب بمنتهي الشغف ويفقد الحب بمنتهي الفتور - أن يخون مبادئه التي يحترمها ويحترم نفسه لتمسكه بها ....

هذا الشعور بالضآلة يخرج أسوأ ما في الإنسان يعطيك وهماً أنك في منتهي السوء لا أمل في أن تعود لشخصك القديم الذي تحبه وتعرفه ويظهر شخصٌ جديد تنكره تماما لكنك تشعر أنك تستحق أن تكونه ، شخص مادي غير حالم ذا وجه قاسٍ يضع المساحيق والصبغات في حالة ضحي وشخص لا مبالي حياته بين المقاهي ووكور النساء في حالة الراوي .

أعجبتني النهاية ولم أشعر أنها دخيلة علي الرواية ، بهاء طاهر صاحب البناء المحكم أصر أن تكون النهاية منطقية ، لا يمكن أن تركن إلي الشر لأانك فعتله مرة أو مرات ، لا يعقل أن تحتقر نفسك للأبد .

من سوء حظ العالم أن الأخيار غير مقتنعين بكونهم جيدين أن أصحاب المبادئ يكرهون أنفسهم عند أول حفرة تتعثر فيها مبادئهم . أما الأشرار حقا فهم مقتنعون بأنهم النموذج الأمثل ولا تنتابهم نوبات تأنيب الضمير .

ضحي رغم كل ما حدث قررت أخيرا أن تتعلم الدرس ، أنه لا رومانسية في قهر النفس بسبب خطأ فعلته ، ولا مثالية في التصرف كوغد حين لا تكون كذلك ، مهما بلغ الوضع من سوء ومهما فعلت هي من سوء هذا لا يجعلها شيطانا بإمكانها دائما أن تتطهر وتعود إيزيس المقدسة من جديد.

أعجبني سيد قناوي بنقائه الواضح الذي لا يشوبه اضطراب ولكن مثله في العالم قليلون ، هؤلاء المتصالحون مع ذواتهم المؤمنون بالشكل الذي رسموه في خيالهم للحياة لا بواقع الحياة أصحاب التفسيرات البسيطة لكل شئ المقنعة رغم بساطتها . أحسست فيه دون كيخوته سيظل يحارب لكنه يحارب طواحين الهواء.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق