مجموعة قصصية متميزة جدًا،
والغريب أنها المجموعة الأولى له، ولكنها شديدة الجمال، والتميز
تأخرت عن قراءتها كثيرًا، وأشكر الأصدقاء الذين نصحوا بها، وبقراء قصص "كنفاني" عمومًا، إذ يبدو لي الآن في قصصه أشد تميزًا وثراءً من رواياته .. حرص "كنفاني" في هذه المجموعة على تقسيم قصصها تقسييمًا دالاً أرشدت إليه مقدمة الكتابة بين القسم "الفلسطيني" الذي يحكي المأساة بشفافية وشاعرية، وبين قسم "واقعي" حكى فيه تجربة الغربة بما فيها، ثم قسم ثالث يمكن وصفه "بالوجودي" يساءل فيه العالم ويدور حول أسئلة كبرى .. ..
منذ القصة الأولى حملنا معه إلى عالمه المميز في (بومة الغرفة البعيدة) ينتقل من مشهد الغرفة القريب، إلى مشهد القرية، وذكرايت الحرب البعيدة، التي يبدو أنها تلاحقه طوال الوقت، وهو ما يحدث في (شيء لا يذهب) أيضًا حيث القصص تتداعى والحكايات من مواقف واقعية ..
.