عالم اليف شافاك جميل عندما تدخله تشعر بروعته و أنت مازلت على العتبة وهذا ماحدث معي حينما قرأت الإهداء، بعد ذلك تبدأ بالانجذاب لهذا العالم والتماهي فيه ، تتعرف على شخوصه .. تدخل لحياتهم .. لقلوبهم و عقولهم ، ترى و تسمع كل شيء .
تدرك الكاتبة أن أي سلوك لابد له من مقدمات ، لذلك فهي تمسك بكل شخصية و تقص قصة حياتها ، ما الذي أثر فيها و قادها لهذا التصرف أو ذاك ، و ما الدافع النفسي أو العاطفي وراء تصرفها .
حينما تصف الكاتبة المشاعر فكأنما هي عازف بيانو ماهر يعزف مقطوعته و يتماهى فيها فيلامس وصفها مشاعر القارئ ليشعر بنبض الشخصية التي يقرؤها في قلبه !
اليف شافاك لديها القدرة على جعل القارئ يشعر بألفة تجاه شخصيات روايتها حتى لو لم يحبها .
تميزت الكاتبة بمهارة الانتقال عبر الزمن دون ترك أي فجوة ، تبدأ الرواية بالعام 1992 ثم تذهب للماضي حتى عام 1945 ومنه تعبر إلى 1953 حتى 1967 ثم 1969 ثم نراها انتقلت للعام 1977 ومنه للعام 1990 تعود بعد ذلك للعام 1954 ... وهكذا .. بسلاسة و إتقان و دون أن يتشوش القارئ أو يخف حماسه .
دائماً للاعتقادات و العالم الروحاني مكان في كتابات اليف شافاك التي تكتب بشغف فأقرؤها بذات الشغف من صفحة الإهداء حتى ما بعد النهاية (صفحة الشكر و التقدير) .