كبرت ونسيت أن أنسى > مراجعات رواية كبرت ونسيت أن أنسى > مراجعة إبراهيم عادل

كبرت ونسيت أن أنسى - بثينة العيسى
تحميل الكتاب

كبرت ونسيت أن أنسى

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

للمرة الخامسة على التوالي، والحمد لله..

لم تخذلني بثينة!

.

في روايتها السادسة، التي آثرت أن أتأخّر عليها، وكأني أتركها لتختمر عندي .. ربما ليقيني بأنها رواية جميلة، وعلمي المسبق أنها ستعجبني ..

تلك الرواية (كبرت .. ونسيت أن أنسى) ..

التي لا يمكن أن تقرأ إلا بروح الشعر،

ولا أعتقد أنه يجب أن يعلَّق عليها إلا بقصيدة!

.

الحكاية المعتادة، رجل وامرأة، كثيرُ من الذاكرة، وقليل من النسيان، باستثناء أن البطل في الحكاية ليس الرجل ولا المرأة ولا الذاكرة ولا النسيان، ... إنه الشعر!

.

هكذا تنهي (بثينة العيسى) روايتها، ويبدو لي وكأن هذا ما راهنت نفسها عليه، ولكن بطريقتها المتميزة والخاصة جدًا ! ونجحت في هذا الرهان جدًا ..

.

منذ عرفت كتابة بثينة العيسى، وأنا أحسدها على لغتها الشاعرية المتقنة، ولكن أمرًا آخر، كانت تتقنه رواية بعد أخرى، وهو البحث عن موضوع ما، وكتابته بشكل متقن، واحترافي، ليست كغيرها من الكتَّاب الذين تستهويهم اللغة وتهويماتها، ويسرحون بالقارئ ـ إن شئنا الدقة ـ في عبارات وجمل طنانة براقة، ثم لا تخلص من الرواية إلى شيء!

ولكن الأمر مع بثينة، وفي كل مرة، مختلف!

هنا حكاية شاعرة، يواجهها اليتم في بداية حياتها، ثم تسلك "الأخ الكبير" فيكاد أن يفقدها حياتها، ولا ينقذها سوى الشعر!!

وكعادة "بثينة" استطاعت أن تعبِّر عن بطلتها، وتتمثلها تمامًا، هي "فاطمة" التي حاولت استكشاف العالم بنفسها، ومن خلال تجربتها الخاصة جدًا بعد القهر والإذلال داخل "سرداب" أخوها الذي حاول ويحاول أن يبعدها عن كل مواطن الجمال، فإذا بها تلجأ إلى الكتابة، كتابتها الخاصة التي لم تكن تدرك أنها "الشعر" .. حتى التقت بمحض مصادفةٍ بشاعرها .. الذي انتشلها هو الآخر بطريقة ما من عالمها الموبوء ..

تجربة فريدة ورحلة مع كل مافيها من ألم تحمل وعودها بالحرية والانطلاق، والقدرة على تجاوز صعوبة تلك الحياة مهما ضاقت بنا، والقدرة المفاجئة التي تستكشفها تلك "الشاعرة" في نفسها، وبمعاونة صديقتها الـ "حياة" لتصل بها إلى بر السلامة والنجاة، وكم كان "جميلاً" تسامح "فاطمة" في النهاية بروح "الشاعرة" الحقيقية مع كل ما حصل لها من ذلك الأخ القاسي المتغطرس ..

...

هي صرخة المرأة بطريقة خاصة جدًا، ضد ذلك المجتمع الذكوري، الذي يريد أن يسلبها أبسط حقوقها بدعاوى العادات والتقاليد والصواب والخطأ والحلال والحرام!!

ولكنها صرخة خاصة جدًا، يمكن أن نصفها بصرخة "شعرية" إن كان هناك ما يمكن أن يطلق عليه ذلك، فلم يكن التمرد سافرًا، وإنما كان هادئًا وشاعريًا وجميلاً ..

...

على مستوى البناء والكتابة، أجادت بثينة تقطيع الرواية على هيئة فصول قصيرة، تشد القارئ إلى الحكاية فورًا، وانتقلت بسلاسة واقتدار بين الماضي والحاضر، وظهرت موهبتها الشعرية هذه المرة لا في بناء الحكاية فحسب، بل وفيما أسبغته على بطلتها من مقاطع شعرية دالة ومعبِّرة جدًا عن حالتها في ثنايا الرواية ..

...

بعد قراءة هذه الرواية، ينصح أيضًا بقراءة ما كتبته (بثينة) عنها هنا (ما رأيت إلا جميلاً)

****

شكرًا بثينة العيسى دومًا

.

Facebook Twitter Link .
21 يوافقون
3 تعليقات