لم أكن أدري أني في الجزء الثاني سأترك حران ... بعد كل ما تطور في تلك الميدنة ... ليأخذنا منيف إلى موران ... ويجعلها تصنع على أعيننا بكل تفاصيلها في (اﻷخدود)
هذه موسوعة من الفلسفة والتاريخ والاقتصاد والتجارة والسياسة وعلوم الدولة ... وأيضا علم اجتماع ونفس ...
كيف استطاع منيف أن يصف الحكيم المحملجي بكل هذا التفصيل وهذه الدقة ... حتى ﻷكني عشت معه في كل أفعاله وصفاته وكأني كنت في عقله...
الشيء الوحيد الذي أستغربه من منيف ... أنه لم يبرز صلاحا أو صالحين ... كأنه جعل مجتمع النفط كله مذنب .. وكله بات يركض خلف مصالحه ويلهث بحثا عن الثروة أو الجاه أو كليهما ... حتى الأمير فنر الزاهد بكل هذه الدنيا تحول في نهاية الرواية إلى أكثر المدبرين لمصالحهم ...
مرهق هذا اﻷخدود يا منيف...