كَثُر الترويج لهذا الكتاب بين الناس ، وقد جاء إليّ من غير أن أسعى لشراءه ، فقد وجدته في غرفة أخي الذي سمع عنه كثيراً حتى لم يستطع مقاومة شراءه ليطّلع على الكتاب الذي أذهل كثير من رفاقه .
بدأت بقراءته في تلك الليلة وقد شوقتني مقدمته كثيراً لمعرفة ما هذا السر الذي يتحدث عنه الكتاب .
قرأت نسخته العربية ، وقد علمت فيما بعد أنها معدلة لتصبح مناسبة للعقيدة الإسلامية ، وما علمته أيضاً أن النسخة الإنكليزية فيها الكثير من الإلحاد وأفكارها خاطئة لا يمكن للمسلمين تقبلها ..وهذا عمل جيد أشكر المترجمة عليه ، لأنه باعتقادي أن كتب كهذه لاقت رواجاً كبيراً وفيها من الإلحاد ما يمكن أن يغير أفكار المسلمين الضعفاء ، يجب أن يجرى عليه التعديل المناسب حتى تحصل منه الفائدة ويبعد ضرره عن الناس.
الكتاب بشكل عام جميل ..ولكن ما وجدته أن أكثر أفكاره ونصائحه وقوانينه (طبعاً بعضها وليس جميعها لأنه يوجد في الكتاب ما هو مناقض لعقيدة المسلمين ) أكثرها قد قررها الإسلام من قبل ، وخاصة آلية التفكير بإيجابية والبعد عن التشاؤم ..فهي لم تكن نتائج اكتشافات ودراسات حققها علماء النفس الغربيين وانما هي شريعة الله وسنته ..ولكننا كالعادة ننبهر بما يأتينا من الغرب ونتابعه وننسى أن لدينا في كتاب الله وسنة رسوله ما لو تفكرنا فيه لوجدنا من الكنوز والأسرار ما يغنينا عن دراسة الغربيين وأفكارهم.
وكان كل ما يخطر ببالي أثناء قراءته أنه من اتبع سنه الرسول صلى الله عليه وسلم فهو من سيحيى الحياة السعيدة ويحصل على الراحة النفسية ، ولست بحاجة لمن يقول لي أننا قد أجرينا التجارب الكثيرة ونجحت مع الكثير من الناس حتى وصلنا لهذه النتائج.
ولكنني في نفس الوقت كنت سعيدة بقراءته لأنه يثبت معجزة القرآن و صدق الرسول صل الله عليه وسلم. وإن كنت أتمنى أن يكتب أحد كتابا يكون باللغة الإنكليزية رداً على هذا الكتاب ليقول فيه أن (هذا ما قررته شريعتنا الإسلامية قبل أن تتعبوا وتبحثوا وتجروا التجارب وتجمعوا الخبرات وهذا ما وصّانا به نبينا عندما قال تفائلوا بالخير تجدوه ، وأن كل مافي هذا الكتاب من معارف كنا نحن قد امتلكناها منذ ألف وأربعمئة سنه )
أنصح الناس بقراءة هذا الكتاب فقط لكي يحاولوا أثناء قراءتهم له أن يعملوا مقارنة بين ما جاء فيه من أفكار وما جاء في كتاب الله وسنة نبيّنا من أحاديث شريفة ، ليتبين لهم أن اتباع السنة حتى في أصغر الأشياء سيجعلنا نعيش في راحة نفسية وسعادة في الدنيا والآخرة.