كان اختيار الكاتب لعنوان " لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" بمثابة الطُّعم الذي يجذب القارئ للغوص أكثر في رواية تنبعث منها رائحة العفونة، عفونة تولّدت من واقع بائس لشخصيات انهزامية ضائعة تحاول إيجاد ذاتها ، كأفراد اولا و كعائلة ثانيا في ظل واقع سياسي قاهر و تدهورات إجتماعية استتبت عنه.
مع تقدمي في الرواية ، ازداد شعوري بالقرف من هذه الشخصيات التي تسبح في العبث محاولة بيأس إيجاد معنى لحياتها، لتنتقل فيما بعد إلى البحث عن معنى الموت و انتظاره، و ترجو في أحسن الأحوال نيل ميتة مشرفة..و لكن في مطابخ هذه المدينة لا توجد سكاكين تسمح بالموت بشرف.. مطابخ المدينة خاوية إلا من الموت و القرف و العفونة .
ما أعيبه على هذه الرواية و الذي أربكني كقارئة منذ الصفحات الأولى ، هو فكرة " الراوي كليّ المعرفة" و الذي هو في نفس الوقت أحد شخصيات الرواية ، و هو الأمر الذي يستعصي على العقل تقبّله..بالإضافة إلى المبالغة في وصف حياة الشواذ و بعض المشاهد الجنسية التي لا أرى ان وصفها يخدم سياق الأحداث بشكل عام
و على العموم ، أرجو أن يتمكن الكتاب العرب من تجاوز تناول ثالوث السياسة و الدين و الجنس في رواياتهم و الإنفتاح على العالم اكثر و الغوص في الإنسان أكثر