حذار من الشفقة > مراجعات رواية حذار من الشفقة > مراجعة أحمد واكد

حذار من الشفقة - ستيفان زفايج, حلمي مراد
أبلغوني عند توفره

حذار من الشفقة

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.1
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

ماذا اقول؟ .. واي شي يقال بعد كل ماقيل؟

لأ بجد ... لا أجد جديدا يقال, فالمراجعتين الشيقتين لهاني و هدي قد قامتا بالأمر على أكمل وجه. و لكن رأيي عن الشفقة أقرب لرأي هدي من رأي هاني - عذرا صديقي - :)

فأنا أرى أن الشفقة في حد ذاتها ليست شعورا سيئا أو عاطفة أنانية, إنما هي رد الفعل الأولي الذي يتولد في نفس الإنسان عندما يرى شخصا يعاني, ثم بعد ذلك قد يترجم هذا الشعور إلى رد فعل أو لا يترجم. فإن لم يترجم إلى فعل ما و أقصد هنا أنه لم يترجم إلى أي فعل, لم يترجم حتى في نظرة العين أو إنقباض عضلات الوجه. لم يترجم تماما و ظل فقط شعورا داخليا. فإنه في هذه الحالة يكون غير مضر, سلبي و لكن غير مضر. أما لو أن هذا الشعور بالشفقة دفع المشفق إلى مساعدة المشفق عليه بشيئ إيجابي, تكون الشفقة في هذه الحالة هي الدافع للرحمة ففعل الرحمة لابد أن يسبقه شعور بالشفقة. أما رد الفعل السيئ الذي قد ينتج عن الشعور بالشفقه و الذي يحذرنا منه الكاتب في هذه الروايه هو إعطاء أمل كاذب للشخص مستحق الشفقة, و ما يلبث هذا الشخص أن يكتشف كذب هذا الأمل حتى يرتد إلى أسوأ مما كان عليه... هنا لا يجب أن نلعن الشفقة نفسها و لكن نلعن رد الفعل الذي ترتب عليها.

أما رد الفعل الأسوأ على الإطلاق و الذي تشتهر به مجتمعاتنا العربية و النساء فيها على وجه الخصوص هو "مصمصة الشفايف" و المواساه بكلمات لا تثمن ولا تغني من جوع, كل ما تفعله هو إلقاء الشعور بالراحة في نفس المشفق (المشفقة) بأنه عمل الواجب. غير مبالي بما أصاب المشفق عليه من شعور بالنقص و تذكيره بمأساته من دون تقديم أي شيئ إيجابي.

تترك السيدة العجور مكانها لتجلس بجوار الشابة التي تزوجت منذ 5 سنوات و لم تنجب حتى الأن (أو حتى التي أنجبت و لكنها لم تنجب ولدا), تضع يدها بحنان بالغ على كتف الشابة و تقول لها بصوت مسموع: ها لسه مافيش حاجة جايه في السكة؟

تبتسم الشابة بخجل : لا والله لسة.

ترتسم الشفقة و الأسى على ملامح السيدة العجوز و هي "تمصمص شفايفها" و تقول: معلش يا بنتي ربنا معاكي, والله بدعيلك في كل صلاه إن ربنا يرزق الولد الصالح.

ثم تقوم لتعود إلى مكانها يملأها شعور بالراحة بعد أن قامت بما يجب القيام به "عملت الواجب يعني"

أما الشابة المسكينة فهي الأن تتمنى أن تنشق الأرض و تبتلعها لترحمها من نظرات الشفقة المتطفلة و من الهمسات التي و إن لم تسمعها تستطيع أن تستنتج ما يقال فيها.

في بعض الأحيان تكون معانات الإنسان من شعوره بأنه موضع شفقة الآخرين أكثر بكثير من معاناته مما جعله موضع شفقتهم.

حذاري من الشفقة ... أي حذاري مما قد تؤدي إليه الشفقة لو لم يضبط رد الفعل الناتج عنها.

أما عن الرواية.

فإن الأسلوب الشيق و التسلسل المنطقي للأحداث بالإضافة للترجمة المميزة جعل من الرواية عملا متكاملا ممتعا و مفيدا.

شكرا صديقي أحمد المغازي على لفت نظري إلى هذه الرواية المميزة.

Facebook Twitter Link .
8 يوافقون
4 تعليقات