محبٌ أنا لبلاد الساموراي و تجربتهم الفذة، خاصة بعد تدمير بلادهم بالقنابل، ثم عودتهم للمنافسة بسرعة و بقوة على قيادة العالم ( محاربوا الساموراي يا عزيزي )!
وحيث أني لم أكن قد احتككت بالأدب الياباني أو الثقافة اليابانية عموماً إلا عن طريق أفلام المانجا و الأنيمي ( الله يمسيك بالخير يا كابتن ماجد انت و كونان و ناروتو ) فقد وجدت فرصة لا بأس بها في هذه الرواية الذائعة الصيت " كافكا على الشاطئ " لأبدأ .. لكن ما كل ما يشتهيه المرء يدركُه
الرواية تدور حول بطليْن ، الأول هو المراهق كافكا تامورا (و هذا ليس اسمه الحقيقي) الذي قرر أن يترك منزل والده (الذي يقتل القطط لصناعة أطول ناي يؤثر به فيمن يستمع له ، والذي سيقتله البطل الآخر في الرواية السيد ناكاتا !!) ليسير في رحلة بحثه عن معنى لحياته كما قال!ـ
بطلنا الآخر هو العجوز " ناكاتا " الذي يتحدث مع القطط (سبحان الله ^_^) ، و الذي سار معه "موراكامي" كاتب الرواية إلى قمة الفانتازيا الهندية :) .. أسماك تمطرها السماء ، و جنود منذ الحب العالمية الثانية و حجر سحري .. إلخ من الغرائب و العجائب التي سوّد بها موركامي بياض صفحات روايته الستمائة !
والد كافكا يقتله ناكاتا .. و سبب ما فيه "ناكاتا" من أحداث غربية بعود في الأصل لحادثة وقعت له و هو صغير في الغابة و كانت بطلة هذه الحادثة هي مدرسته الانسة "سايبكي" (التى نكتشف فيما بعد أنها والدة كافكا !! ) !
شخصيات أخرى تظهر في الرواية لا تدري من أين ظهرت و لِـمَ .. الحشو يملأ الأجواء!
طبعا لا أنسى الإشارة إلى نبوءة الأب الذي تنبأ لابنه بأنه سيتزوج أمه( الآنسة سايبكي ) و ينام مع أخته ( التى ستكون ساكورا التى تعرف عليها قدراً أثناء سفره و هروبه) ويقتل أباه (الإشارة إلى الدماء التي ظهرت على كتفه من حيث لا يدري ) !!
البذاءة و الإسفاف في الرواية لا يُمكن وصفها ! و على ما يبدو ان المشكلة عالمية لدي كثير من الكتاب في إقحام الإباحية بتفاصيلها بسبب أو دون سبب في رواياتهم !
ناكاتا يموت بهدوء كما كان هو في حياته هادئاوديعا محب للقطط ( الرواية بالطبع مغرية لمحبي القطط ^_^ ) ، بعد أن يُنفذ وصية معلمته ( سايبكي ) ، مات بهدوء كما كان يبحث بهدوء عن سنين حياته التي ضاعت و عن معنى لما حدث له !
يعود كافكا في النهاية لموطنه مرة أخرى بعد رحلته المليئة بالمغامرات و الغرائب ليكمل دراسته و بحثه عن الحياة ..
*كافكا على شاطئ بحر الحياة *
كافكا على الشاطئ .. هذا الفتى المراهق ذو الخمسة عشر عاماً الذي هرب مهاجرا من موطنه لبلد آخر بحثاً عن معنى لحياته و لفهمها ؛ لكنه كما قال في نهاية الرواية " لا زلت لا اعرف شيئاً عن الحياة" .. ما زال كافكا واقفا على شاطئ بحر الحياة و لايزال أمامه الكثير ليتعلمه قبل أن يخوض غمار الحياة !
البحث عن الحياة و معناها ( الحمد لله الذي جعلنا مسلمين ) .. هذا ما وصلني كهدف من الرواية؛ لكن أزعم أن موراكامي استهلك من وقتي و أعصابي الكثير فيما لا يفيد حتي يصل بي لفكرته .. التمطيط و التفاصيل الكثيرة أدخلتني في عوالم أخرى و أثارت استفزازي حقيقة !
كنت من شدة انفعالي بعد انتهاء صفحات الررواية قد قيمتها بتقييم منخفض لكن عدت ورفعت التقييم بعد أن هدأت ، و حاولت أن أصل لفكرة مما كتبه موراكامي( و خاصة بعد فصول الرواية الأخيرة ) .. لكن أيضا لا أغفر له التمطيط و الحشو و الاباحية و التفصيلات المملة :)
سأبحث بالتأكيد عن روايات و كتابات أخرى عن أهل اليابان و آدابهم و ثقافتهم ؛ فكما ذكرت أنا مغرم بتجربة محاربي الساموراي!