مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي (مشكلات الحضارة) > مراجعات كتاب مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي (مشكلات الحضارة) > مراجعة عمرو عزازي

مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي (مشكلات الحضارة) - مالك بن نبي
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

لا ينقضي عجبي بعد أنهيت هذا الكتاب ، فحينما تُدرك أننا في كثير من الأحيان لا نستفيد مما كتبه السابقون لنا -الذين تصدوا للإصلاح- في مجال الصراع الفكري المحتدم بين الغرب المستعمر و عالمنا الإسلامي ، و في مجال معرفة أسباب الفشل و أسباب النهضة، تشعر كأننا لم نتقدم خطوة في فهم البلاء الذي نزل بنا و لا يزال ينزل .. غفلة!

الكتاب يحاول تبيين الصعوبات التي يتخبط فيها المجتمع الإسلامي في مواجهة مشاكله الحاضرة ، حيث يرى مالك بن نبي أن مشكلة الأمة الإسلامية هي مشكلة أفكار: "والعالم الإسلامي منذ انحطاطه يواجه مشكلة أفكار لا مشكلة وسائل " !

الأفكار - الأشخاص - الأشياء

و في سبيل بحث مالك بن نبي لمشكلة الأفكار في العالم الإسلامي، فقد وضع ثلاثة مقاييس و هي:1- الأفكار 2- الأشخاص 3-الأشياء .. و من خلالها بدأ دراسة عميقة لعالم الأفكار

في الفصول الأولى من الكتاب يبدأ بموقف الإنسان في عزلته عندما ينتابه شعور بالفراغ، وطريقته في ملء هذا الفراغ ، و هنا يوضح الفرق بين العالم الإسلامي و العالم الغربي، و يعقد مقارنة بين الأولويات في كلا العالمين ، مدى تأثر كل منهم بالعوامل الثلاثة ( الأفكار الأشخاص الأشياء )

ثم يطرح بعد ذلك قضية التعامل مع الأفكار عند الطفل وتدرجه في العوالم الثلاثة (الأشياء - الأشخاص – الأفكار) !

ثم يتحدث عن المجتمع والأفكار والمراحل التي يمر بها المجتمع التاريخي (ما قبل التحضر - التحضر - ما بعد التحضر)

وينتقل إلى الحضارة وعلاقتها بالأفكار، ثم يتناول أطوار الحضارة (مرحلة الروح - مرحلة العقل - مرحلة الغريزة) و كيف أن سر نجاح أي حضارة في الأساس هو أنها تتمحور حول عالم الأفكار لا الأشخاص و الأشياء

عالم الأفكار

يسترسل مالك بن نبي بعد هذه الفصول الأولى في عالم الأفكار بدراسة مستفيضة عجيبة تدل على مدى إبداع ذلك الرجل رحمه الله

فبعد أن تكلم عن مقاييسه الثلاثة أو عوالمه الثلاثة ( الأفكار و الأشخاص و الأشياء ) و مدي تأثر العالم الإسلامي بهذه العوالم الثلاثة ، يبدأ في الفصول التالية التركيز على عالم الأفكار

الأفكار عند ابن نبي لها مسميات عدة ، نحتها ووضح معانيها ، فتجد الأفكار المطبوعة و الأفكار الموضوعة ، و الأفكار الأصيلة و الأفكار الفعالة ، و في فصل أخر تجد الأفكار الميتة و الأفكار المميتة .. بل تجد أعجب من ذلك كانتقام الأفكار ممن خانها و خذلها!،،

تجده يناقش الصراع بين الفكرة و التمحور حول شخص ( وثن ) أو شئ .. هذا الصراع الذي نتيجته توضح كثير من أحوالنا اليوم، و بخاصة في ربيع ثوراتنا العربية ( فصل "الأفكار و الإطراد الثوري" من أروع الفصول ) .. و ترى كيف أن طغيان عالم الأشياء أو الأشخاص على حساب عالم الأفكار هو سبب الخلل القائم في كثير من مجالات حياتنا اليومية ( و لا أدل على ذلك من انتكاس كثير من ثوراتنا بسبب تمحورها حول أشخاص أو أحزاب ) !،،

آثار طغيان عالم الأشخاص و الأشياء على عالم الأفكار يبرزها لنا ابن نبي بجلاء، كالخلل الواقع في السياسة و ازدواج اللغة في أكثر من قطر إسلامي ... بأسلوب بديع يُجلي لك أصل المشكلة في عالمنا الإسلامي

متى ننتبه من غفلتنا ؟

كما قلت في بداية مراجعتي ، فأنا في أشد العجب من عدم تعلمنا من أخطاء الماضي و لغفلتنا لما كتبه السابقين لنا لأصل المشكلة و حلها .. فنحن لازلنا " محلك سر " ، عدنا لعصر الجاهلية(قبل الحضارة كما يسميه مالك) قبل الإسلام و ما ذلك إلا للخلل الواقع في تعاملنا مع الأفكار

أفكارنا صارت إما ميتة أو مميتة، نستوردها من الغرب "ميتة" و نظن أنها ستحيينا و لكنها لا تلبث أن تكون " مميتة "

لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا بأنفسهم .. أفكارنا الإسلامية أصيلة لا تحتاج منا إلا أن نفعلها و ننطلق بها، فنحن لن نستطيع أن نصنع التاريخ من جديد بتقليد الآخرين !

اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد

Facebook Twitter Link .
4 يوافقون
اضف تعليق