بينما ينام العالم > مراجعات رواية بينما ينام العالم > مراجعة أنس رجاء أبو سمحان

بينما ينام العالم - سوزان أبو الهوى, سامية شنان تميمي
أبلغوني عند توفره

بينما ينام العالم

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.1
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

بينما ينام العالم، ويستيقظ الألم الفلسطينيّ فِي أعماق جرحنا المدفون . .

الرواية عبارة عن سَردٍ تاريخي لأحداث النكبة الفلسطينية، ويليه النكسة، والانتفاضتين . . ؛ وأعتقد هذا الأسلوب في التأريخ هو الأسلوب الأنجع . . حيث يتم السرد بشخصيات، وأسلوب جذاب جداً يجبر القارئ على الاستمرار في القراءة بعيداً عن السرد التاريخي المُصمَت القاتل . .

أبدعت الكاتبة في أسلوب السرد الرائع، والذي أجبرني على أن اقرأ رواية من 487 صفحة خلال يومين، وحسب . .

رؤية مقدار الوجع الذي عاناه الفلسطيني تكمُن في سطور هذه الرواية، ولا أقول بأنَّ الرواية قد جمعته، ولكن قد اختزلته بين سطورها . .

انتحت الكاتبة منحنىً جديداً من ناحية على لسان من تكون القصة . . في الغالب كان الكُتَّاب يحبون أن يظهروا بالمظهر الثوري، ويضعون أغلب الرواية غلى لسان المُجاهد المقاوم، ويضعون البقية على هامش الرواية . . على لسان شخصية " يوسف " مثلاً ؛ لكنَّ الكاتبة سوزان أبو الهوى أرادت أن تجعل من الثورة، والقضية أنثى حينما أكملت الرواية على لسان البطلة "آمال" بمد الآلف . .

أنا كَرجل لا أبكي إلا على أمرٍ جلل، لكن هذه الرواية . . في كل سطرٍ كنت اقرأه، وفي كل صفحةٍ كنت أقلبها، كنت أتجرع الألم تجرعاً بحتاً . . لم أبكِ يوماً على في القراءة بقدر ما بكيت أثناء قراءة هذه الرواية . . كانت مؤلمة بحقْ . . لم أكن أبكِ على شخصية خيالية نسجتها أحلام الكاتبة . . وإنما على وجعٍ فلسطيني بحتٍ عشنا بعضاً من بقاياه . .

كَكاتبة فلسطينية فقد أتقنت سوزان كتابة الألم، والوجع . . وأقول لها بأن روايتكِ رائعة بحجم الوجع فيها . .

أظهرت الروائية مرةً أخرى صورة من صور الحُب الفلسطيني، وأكدت لي أن الحُب الفلسطيني فطرة تولد مع الفلسطيني نفسه، ولا يمكن اكتسابها . .

حتى ومع شخصية "إسماعيل" الذي صار فيما "ديفيد" لأنه تربَّى على يد عائلة صهيونية . . وبرغم أنَّهُ صار جندياً في الجيش الإسرائيلي . . إلا أن الحُب الفلسطيني الكامن في أعماقهِ كان يؤنبه، ويجعل حياته مضطربة نوعاً ما . .

الحُب الفلسطيني ليس كأي حب، حُبنا مبنيٌ على حُب الأرض، التي لم نعش فيها . . الأرض التي لم نولد فيها . . الأرض التي علمنا عنها فقط من أجدادنا . .

ونتساءل كيف لنا أن نحب أرضاً لن نزرها . . هذا هو الحُب الفلسطيني . .

حبنا بحجم الوجع في أعماقنا، نحن نقرأ حبنا في عين من نحب قراءةً صريحةً مُطلقة . . حبنا بسيط . . حبنا فقط . . كوفية، وبندقية، وفتاة تحمل هم القضية، وفتىً رأى أنَّه لن يحظى بوطنٍ إلا إذا قاتل من أجل وطنٍ أحبه أكثر من نفسهِ . .

أنتقد الرواية فقط من ناحية واحدة، وهي تسارع الأحداث عند التقاء "إسماعيل" أو "ديفيد" بأخته، بعد مرور 53 سنة على افتراقهما، لم أحبذ أن تقوم أي علاقة بين هذا اليهودي، وإن كانَ من أصل فلسطينيّ . . وبين أخته الفلسطينية البحتة . . بين من قتل أهله، وإن لم يعلم أنهم أهله، وبين من قاتل من أجل البقاء من أجل أن يحمل همَّ قضيته . .

أخيراً أبدعت الكاتبة سوزان أبو الهوى في خط الوجع أسطراً، والتاريخ كلماتٍ لم اقرأ يوماً عن نكبتنا مثلها . .

إن كنتم مهتمين بالقضية، ف عَلى سبيل حبنا الفلسطيني . . أنصحكم بقراءة هذه الرواية . .

أول رواية عربية أعطيها 5/5 :)

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق