قراءة في عائدٌ إلى حيفا
على الرغم من الكم الهائل من المشاعر عند قراءة "عائد إلى حيفا" إلا أن أكثر شيء جذبني هو كيف تنظر للإنسان
أن تنظر له على أنه من لحمٍ ودم كما كان ينظر سعيد إلى خلدون ابنه ذو الخمسة أشهر أم أن الإنسان قضية كما كان ينظر دوف "خلدون سابقا" إلى والده سعيد الذي تركه في السرير يصارع الموت جوعاً أو سحقاً برصاصة لا يهم، المهم هنا هل الإنسان كما ذكره سعيد تتحرك داخله النوستالجيا أم أن الإنسان قضية قد تربي عليها وتم تلقينه إياها ساعة تلو الأخرى ويوماً بعد يوم.
أعتقد بداخلي رغم الحنين لكوني إنسان كامل المشاعر أني أختلف مع سعيد واتفق مع دوف العربي سابقاً اليهودي لاحقاً وأن القضية يجب أن تكون خالية من المشاعر حتى نصل إلى بر السلام وهكذا يجب أن يكون مفهومك عن الإنسان بشكل عام فما بالكم لو كان الإنسان قضية عادلة وتم سحقها اعتقد بأن الأمر سيتضاعف عن كون الإنسان قضية إلى كون الإنسان قضية عادلة يجب أن تبقى حيّة حتى لو مات الإنسان وبقيت القضية.
أن تحارب وتموت من أجل شيء تؤمن به أفضل من أن تبكي طوال ستون عاماً لأن الدموع التي ذرفتها لن تكفى لأن تصنع بحراً تركبه سفينة لتُعيدك إلى قضيتك لا و"لن ترجع إلى إنسان من لحم ودم ومحشو بكم هائل من المشاعر إلا إذا استطعت أن تنصر الإنسان القضية ولن تستطيع أن تنصر الإنسان القضية إلا إذا دافعت من أجله حينها فق أستطيع أن أقول لك أهلاً بك كإنسان