قواعد العشق الأربعون > مراجعات رواية قواعد العشق الأربعون > مراجعة Amr Elsayed Mahmoud

قواعد العشق الأربعون - إليف  شافاق, محمد درويش
تحميل الكتاب

قواعد العشق الأربعون

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

منذ اللحظة الأولي نحن في انتظار ارتطام الحجر بسطح البحيرة الراكد..سنراقب تتابع الموجات و الدوائر و نعرف أن البحيرة لن تعود لسابق عهدها..نعرف أن شهاب حارق اسمه شمس الدين التبريزي سيقابل سطح الشيخ جلال الدين الرومي فيحوله لمولانا شاعر الصوفية الأشهر..نعرف أن أيلا ستقابل عزيز و تتغير حياتها الراكدة و تبحر في العالم الواسع..قد لا نعرف أن الرواية ستكون الحجر الساقط في بيحرتنا الساكنة إلا متأخرا لكننا نعرف مع الموجات الهادرة التي تموج بها أرواحنا مع كل صفحة من صفحات الرواية..

أستطعت التغلب علي النوم الذي يحرق عيني و أنا أقلب صفحات الرواية بشغف ثم أحدث نفسي أنني يجب أن أبقي شيئا للغد لأبث في روحي وهجا جديدا و أعرف أنه عندما ستنتهي الرواية سأندم أني قد قرأتها بهذه السرعة..

التشويق لاعب رئيسي في حبكة الرواية ..نهاية كل فصل تبقي مفتوحة و تسلم نفسها لراوي آخر في فصل قادم..راويان لنفس الحدث..و مذاق حلو و أنا أترقب معارك شمس القادمة و إلقائه بالحقيقة في وجوه المهتمين بالقشور ..مع كل قاعدة من القواعد الأربعين أفهم أكثر ..فكرت ماذا لو كتبت المؤلفة في نهاية الرواية لستة بالقواعد الأربعين في نهاية الرواية..كم ستبدو الفكرة سخيفة و مبتذلة..لكن لحظة!! ..هل تجرأ قاص من قبل و كتب عبرة ما يريد الوصول إليه من قصته بشكل مباشر..كتب دروسا..لو فعلها قاص لذبحه النقاد..لكن الكاتبة فعلت ذلك و بمنتهي السهولة..تكتب القاعدة و يكون الفصل بأكمله شارحا لها و قد لا تشعر بغرابة بل باندهاش الذي يري الأوجه الخفية لشئ أعتاد أن يراه دون مفاجئات ..

سألت نفسي أيضا ..هل يجب أن يقابل المرء صديق مذهل في حياته حتي يعرف أكثر و يقترب أكثر من الله..هل يتيح الحب هذه الفرصة الذهبية..الحب الذي هو أما شعلة مجنونة تجاه الجنس الآخر..أوصداقة مغلفة بحب لصديق أبرز رجولة في المواقف الصعبة أو لصديق أجبرتنا الحياة أن يكون جزء منها لا يتجزأ..من أين لنا إذن بصديق يهب نفسه و ما يعرف و ما ذاقه في معية الله لصديقه و هو يعرف أن الثمن رأسه..أم أن هذه القصة بأكلمها استثناء نادر الحدوث و أن تنتظر حجرا يلقي في بحيرتك فيملأها بالأمواج و العشق و المعرفة هو شئ لا يتكرر حدوثه..لكن انتظر أنه يحدث الآن و من خلال رواية جذابة..

نعرف ايضا منذ البداية كيف ستكون نهاية شمس و كيف سيتحول جلال الرومي إلي مولانا..و أن من يحيطون بمولانا لن يعجبهم تهور شمس و طريقته في مواجهة الحياة..و أن توالي الأحداث قد يقود أحد أفراد عائلة جلال لهذا القاتل الذي تعرفنا إليه في صفحات الرواية الأولي..إذن النهايات مكشوفة و لكن كيف نندهش مع كل إنحناءة و نحن نراها مسبقا..

في منتصف الرواية تسائلت ..كيف لو تقابل شمس مع الأستاذ المتعصب..الصوفي في مقابلة المتفيقه..ثم و كأن الكاتبة تقرأ أفكاري تحدث المواجهة و تثير دهشتي أيضا..ثم يختتم شمس كلامه مع المتعصب أن هذه المواجهة قديمة و لا جديد هنالك..يبدو أن الكاتبة لم تتمالك نفسها من وضع هذا الفصل بناءا علي رغبات الجماهير و إن كانت تترفع عن كتابته في الحقيقة..

أحببت الرواية و تمنيت لو لا تنتهي و أن أقرأها مرة أخري بتأني و تمعن يليق بمقدارها..

كما أني لا أخفي سرا أنه رغم أن الرواية مترجمة للعربية و لا أعرف بلاغة و أسلوب الكاتبة المقروء بالتركية..لكن أظن أنه لن يكون هناك فارق كبير فالرسالة وصلت كأبدع ما يكون..

شكرا إيلاف شفق..شكرا لكل صوفي و كل عارف بالله قرر أن يكون حجرا في بحيرة راكدة قد يختفي في قعرها لكنه بالتأكيد حرك أمواجا كثيرة

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق