من قرأ سيرة الحكيم زهرة العمر لن يجد صعوبة فى الربط بين الحكيم ومحسن "العصفور الشرقى"..إنما هما واحد
محسن هو توفيق الحكيم الدارس للقانون فى باريس "فاترينة العالم" وهذه الرواية ما هى إلا فصلاً -مُعدلاً- من حياة الحكيم هناك فى قالب روائى
هذه الروايه بها من كل الوان الحياة نصيب، بها من الحب ربيعه ومن العمر صحراءه ومن الروح شفافيتها
فمايزال كل ما يكتبه توفيق الحكيم يسعى للربط بين الروح والجسد
السماء والأرض
الدين والحياه
وعرض الحكيم ايضا نظرته لعالم الغرب والشرق على لسان ايفانوفتش العامل الروسى الفقير،الذى يصر على ان قمة العظمه تسكن الشرق لما به من عالمين،عالم الأرض وعالم السماء.....أما الغرب الذى جرد الأنسان من انسانيته وحوله الى آله..فهو واهم ايما وهم اذا ظن انه وصل وارتقى لشئ..ويكون ساذج من لا يرى ان الشرق انما هو جذر الحضاره الكامله...فاذا اعتبرنا أوروبا هى المولود الناتج من اندماج افريقيا وآسيا...فسنجد انها فتاه جميله بارده أخذت أرثها الشرعى مقدما من والديها وأول ما فعلت كان قتلهما
ولكن المشهد لن يكنمل الا اذا نظرنا لرد فعل الشرق على هذه النهضه الأوروبيه المزعومه ، فنجد ان الشرق تحول الى غابه على رأس أشجارها قرود ومسوخ تضرب فى الأرض حائرة
ولن أنسى ان اذكر سوزى التى أحبها محسن الشرقى منذ البدايه
والذى لم يكن أوفر حظا معها من حظ الشرق من الغرب