مولانا > مراجعات رواية مولانا > مراجعة Ahmad Ashkaibi

مولانا - إبراهيم عيسى
تحميل الكتاب

مولانا

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

يقولون في مصر "المكتوب باين من عنوانه" وكذلك فإن هذا الكتاب "باين من عنوانه" إذ لا يمكن لكتاب عنوانه "مولانا" أن يكون إلا كتابا يُسخر فيه من الدين والتدين والمشايخ وكل ما اتصل بهم... وعزائي الوحيد هو أن الكاتب معروف بتوجهاته وآرائه ولا يستغرب منه مثل هذا الكتاب أو غيره..خصوصا وأنه "خريج" مجلة (أو مدرسة) "روز اليوسف"..

لكنني أستغرب فعلا من جرأة البعض على الدين... فحتى علماء الشريعة الكبار عندما يكتبون يتصدى لهم العديد نقدا وجرحا وتعديلا.. فما بالك بمن دونهم؟! إن من يكتب شيئا في الدين عليه أن يزنه قبل أن ينشره وذلك لما في الأمر من خطورة... وعليه أن يقدّر ردود أفعال الناس المختلفة تجاه كتاباته تلك... يقول الشاعر

وما من كاتب إلا ويفنى *** ويبقي الدهر ماكتبت يداه

فلا تكتب بكفك غير شيء *** يسرك في القيامة أن تراه

ومن هنا نأتي إلى الغرض من هذه الكتابة أصلا... ما هدفك من كتابة رواية كهذه؟ بيان حقيقة "مشايخ الفضائيات"؟ أم الشهرة؟ أم الربح؟ أم أن هناك مآرب أخرى خفية؟

الرواية تتحدث عن شيخ من شيوخ الفضائيات وكيف تختلف حياته الشخصية عن ما يبدو عليه الشيخ في برنامجه الديني.....فلو فرضنا أن الكاتب يعرض نموذجا من شيوخ الفضائيات وأنه ليس بالضرورة أن ينطبق هذا النموذج على جميع الشيوخ... وأن غرضه هو أن يبين الجانب الإنساني من حياة الشيوخ وأنهم أيضا ليسوا معصومين عن الخطأ..... فلو فرضنا أن هذا كله هو الهدف من وراء هذه الرواية..فالكاتب لم يشر إلى ذلك أبدا... بل على العكس فقد قدم شخصية الشيخ الرئيسة في القصة – الشيخ حاتم الشناوي على أنه شخص ذو قلب طيب كبير وأنه عالم في دينه وإلى آخره من الصفات الجيدة لكنه "إنسان" يضعف أمام المادة وأمام النساء وهكذا..

فالسؤال هنا: لماذا تم عرض هذا النموذج بالذات؟ أليس هذا تشويها لصورة العلماء وإرباكا للقراء؟

الكاتب يتعرض للشبهات التي يرمى بها الدين الإسلامي من قبل الجهلة ويرد عليها على لسان بطل القصة الشيخ حاتم الشناوي... وحقيقة نقاشه لهذه الأمور الشائكة بعيد كل البعد عن الصحة... فمثلا هو يفسر آية ((..وتخفي في نفسك ما الله مبديه )) في معرض قصة الرسول صلى الله عليه وسلم مع زيد بن حارثة..على أن ما أخفاه الرسول صلى الله عليه وسلم هو اشتهاؤه لزوجة زيد رضي الله عنه. وهذا كذب وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينظر إلى غير زوجاته....وهذا خبث وتزييف للحق وافتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وسيحاسب عليه أمام الله تعالى يوم القيامة.. ولو ذهب بعض المفسرين إلى هذا التفسير الذي لا يصح..فلماذا يتمسك بعرض الشاذ من الرأي حول قضية كهذه؟ وهل بعد ذلك عليّ أن أفترض حسن نية الكاتب؟..

يصور الشيوخ بشكل عام بصورة سيئة... فهم يجلسون جلسات مرح وصخب كغيرهم .. وهم يشتمون بأقبح ما يأتي على الألسنة من شتائم... وهم يتحدثون دائما عن النساء وعن الجنس...وكل جلساتهم ضحك واستهزاء ويستخدمون النصوص القرآنية في غير موضعها للسخرية والنكات والاستهزاء...

الدين معقد على حد قول الشيخ "حاتم الشناوي".. وهو يقول: الشيوخ لو بسطوا الدين فلن يأكلوا عيشا يا باشا, فهم يعيشون على تعقيده..!!

تقريبا يتبع الكاتب كل ما هو شاذ وغريب في تفسير نصوص القرآن القريم.. حتى يدهش القراء أو حتى يشعل الإثارة في قصة أو لأغراض أخرى أجهلها...

الكاتب لا يكفر الشيعة حتى مع سبهم للصحابة ... وهذا مخالف لجمهور العلماء... وهو أيضا ينكر عذاب القبر....

الكاتب يسوغ "المفاخذة" وهي كل حرام بين الرجل والمرأة الأجنبية عدا الدخول بها ... ويقول إن المفاخذة هي من الذنوب التي تزول بالاستغفار... طبعا من الذي يقوم بالمفاخذة في القصة؟؟؟؟ الشيخ حاتم بطل القصة!!! فهل هذه دعوة من الكاتب للجميع بأن يجربوا المفاخذة أم ماذا؟؟

وأحب أن أقتبس هنا ما كتبه الشيخ محمد قطب عن مثل هؤلاء الكتاب فيقول: (فلنكن صرحاء.. إننا تجار رقيق نريد أن ننشر البغاء!)

يذكر الكاتب على لسان الشيخ في غير موضع أن المسلمين -وحتى الشيوخ- منهم ليسوا بحجة على الإسلام.. ولكن هذا لا يعفيه من مسؤولية تشويهه لصورة الدين على يد هذا الشيخ العصري بطل الرواية.. وليس هذا بصك غفران يكفر به عما ارتكبه من مخالفات في روايته الآثمة..

على كل حال.. فالكاتب صحفي معروف..معروفة آراؤه وأفكاره وتوجهاته.. وكما قالوا (وكل إناء بالذي فيه ينضح).. وقد كان كذلك..

يقول القاضي عياض رحمه الله في كتابه ترتيب المدارك وتقريب المسالك (1/72): " سئل الإمام مالك عن مسألة ، فقال : لا أدري .

فقال له السائل : إنها مسألة خفيفة سهلة ، وإنما أردت أن أُعلم بها الأمير.

وكان السائل ذا قدر ، فغضب مالك ، وقال : مسألة خفيفة سهلة ، ليس في العلم شيء خفيف ، أما سمعت قول الله تعالى : ( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً ) [المزمل5] فالعلم كله ثقيل وبخاصة ما يسأل عنه يوم القيامة ".

.....

لغة الكتاب:

لغة الرواية هي مخلوط بين الفصيحة والعامية المصرية... والحوارات معظمها بالعامية...

الفقرات طويلة جدا بحيث أن الصفحة الواحدة قد تحتوي فقرة واحدة ودون نقاط...

التصاوير الفنية كانت لا بأس بها وتدل على قدرة أدبية لدى الكاتب.. لكن أحيانا تجد أخطاء مثل: بلغ السيل الزبد.. والصواب هو بلغ السيل "الزبى" كما في المثل العربي القديم أي بلغ السيل المرتفعات من الأرض.. بمعنى طفح الكيل..

أعود مرة أخرى إلى الغرض من عرض قصة كهذه... فلو كان قصده من الرواية أن يبين إنسانية الشيوخ ويدخلنا إلى غور عقولهم لنطلع على طريقة تفكيرهم ولنعلم أنهم أيضا هم بشر يخطئون ويذنبون... لو كان هذا قصده فقد فشل في مقصده.. فالرواية تشوه صورة الشيوخ في ذهن القارئ من حيث لا يدري.. ولو كان غرضه تصحيحيا لابتعد عن المشتبهات من أمور الدين على الأقل...

أعلم أن مراجعتي هذه لن تعجب الكثيرين... لكنه رأيي وكل قارئ له أن يبدي رأيه.. وقد أردت قراءة هذا الكتاب حتى أعلم ما فيه وأعلم حول ماذا تدور هذه الجلبة التي أحدثها ...

الرواية ليست قصة فحسب... الرواية: لغة وأدب وغرض وقصة وسرد وفائدة..

وهذه الرواية ليس فيها إلا القصة...

الكتاب لا يعدو على أن يكون فيلما ماجنا لعادل إمام...

Facebook Twitter Link .
4 يوافقون
4 تعليقات