السباحة في بحيرة الشيطان > مراجعات كتاب السباحة في بحيرة الشيطان > مراجعة hibalokman

السباحة في بحيرة الشيطان - غادة السمان
أبلغوني عند توفره

السباحة في بحيرة الشيطان

تأليف (تأليف) 4.3
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

كتاب في منتهى الروعة ..تلذذت في قرائته وتعلمت منه الكثير الكثير ..

كتاب يفتح الآفاق أمام خيال القارئ الذي أنهكه الركود ويوسع مداركه إذ تمضي بنا كاتبتنا العبقرية الفضولية إلى مجاهل النفس البشرية وتصطحببنا معها في رحلة إلى أعماق الذات لتكشف لنا عن حقائق وأسرار كثير منا ما يجهلها أو يعتبرها من الخوارق أو ضرب من ضروب الخيال !!

مؤيدة كلامها بوثائق وتجارب واقعية وأبحاث علمية لكبار العلماء والأطباء وخصوصا النفسيين ..ومحور الكتاب يدور عن أن سبب تقوقع الإنسان على نفسه وإبحاره إلى داخل ذاته ولجوئه إلى معرفة الغيبيات و التخدير والتنويم المغناطيسي وكثرة الأمراض النفسية وغيرها من الأمور التي تناولتها غادة فيي كتابها إنما هي ردة فعل قوية على واقعه السريع المتسارع أو كما يسميها العلماء بصدمة المستقبل ..

افتتحت كتابها بالحديث عن المخدر ومايجري للنفس البشرية أثناء تعاطي الإنسان للمخدر حيث ينتقل من حالة الوعي إلى اللاوعي فيصبح قادرا على التقاط محطات كونية جديدة لأنه في تلك الحال سيكون أكثر قدرة على تخيل واختلاق أشياء لم يكن بوسعه رؤيتها وهو في حالة وعيه التام وهو بذلك يتهرب من واقعه المأساوي الغير مشجع على الحياة ..

ثم تناولت بطريقة فلسفية رائعة ظاهرة الجنون مبينة لنا من هو المجنون الحقيقي ومن العاقل إذ أعجبتها بشدة فلسفة د.لينغ بخصوص هذا الشأن وأيضا بوصفه الرائع لمرض (الشيزوفرانيا ) الذي توسعت في الحديث عنه وهو مرض انفصام الشخصية أو مكسور القلب والروح ..إذ أنه في نظر د.لينغ رحلة كل إنسان داخل ذاته في محاولته الدائمة لخلق التوازن بين الداخل والخارج والمهم هو أن ينجح الإنسان في العودة من هذه الرحلة وأن يظل الاتصال بين حقيقته الإنسانية (داخله) وبين الحقيقة الاجتماعية ودوره فيها (خارجه ) أن يظل الاتصال قائما..ومن ثم يذكر لنا مسبباته فتعقب غادة قائلة : ( هذا التشخيص يرعبني كعربية إذ أن فيه وصفا للجو النفسي لجيلنا وفيه شبه تحذير من جيل ليس مصابا بازدواج الشخصية فحسب مثلنا وإنما مصاب جديا بانفصامها إلا إذا داوينا مجتمعنا بالثورة !!!)

ومن ثم تغوص أكثر في ظلمات بحيرتها إلى أن تصل بنا في الحديث عن هرب (الأغلبية العظمى من الناس من أرقاهم مكانة إلى أدناهم مرتبة في المجتمعات المتقدمة والمتخلفة على حد السواء) من تحمل المسؤولية إلى عالم الغيبيات وذلك باللجوء إلى السحرة والعرافين والكهنة وأبدت استيائها واعتراضها الشديد على ذلك وقالت : ( إن انتشار السحر ظاهرة تعبر عن أشياء مختلفة وفقا للمجتمع الذي تنتشر فيه وظروفه الموضوعية من مادية وسياسية وتاريخية وأنها تزداد انتشارا لا في حالات الترف العلمي والفكري وحسب وإنما أيضا في حالات الإملاق العلمي والانحطاط الفكري وفي المجتمعات المتخلفة فتزيد من تخلفها وإن هذا هو الحال في بلادنا )...

ومن ثم وجهت دعوة للمسؤولين بأن ( أغلقوا مكاتب السحرة والمنجمين وحولوها إلى مكتبات علمية وإلى مكاتب تدريب على حمل السلاح , ذلك هو السحر الحقيقي في مرحلتنا الراهنة , إن أمانينيا لن تحققها رائحة البخور وإنما رائحة البارود)..

ثم مضت بنا إلى ظاهرة لطالما حيرت العلماء ووفقوا عاجزين أمام تفسير حدوثها وأسبابها مكتفين فقط بما يرويه لهم أصحابها ألا وهي ظاهرة (التقمص)..

وبينما نحن غارقون في حيرتنا إذ تنتقل بنا إلى محطة أخرى وعمق آخر من أعماق بحيرتها لتحدثنا عن التنويم المغناطيسي وطقوسه وطرق إجرائه وسلبياته وإيجابياته في عرض يذهل له العقل ..وتكشف لنا أن الحب هو من أخطر أنواع هذا التنويم إذ تقول ( إذا كان التنويم سيطرة إرادة شخص على جسد آخر , أليس الحب نموذجا للتنويم الذي يتم برضى الطرف الآخر واستسلامه الكلي ؟ أليس الحب أخطر أنواع التنويم لأن بطله يظن نفسه صاحيا !!! )

ومن ثم تختتم كتابها بالحديث عن احتمال كبير لتواجد حيوات أخرى وكائنات أخرى تعيش على سطوح كواكب الكون الواسعة وتذكر لنا الأدلة التي استند إليها العلماء في افتراضهم لذلك ..

..

وأخيرا لا يسعني إلا قول إنه كتاب أكثر من رائع في غاية الإثارة والتشويق لاكتشاف المجهول ...

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
2 تعليقات