جدد حياتك > مراجعات كتاب جدد حياتك > مراجعة محمد أبو الفتوح غنيم

جدد حياتك - محمد الغزالي
تحميل الكتاب

جدد حياتك

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

عندما انتهيت من كتاب "دع القلق وابدأ الحياة" للكاتب الرائع ديل كارنيجي تمنيت أن أكتب مثله وعلى خطاه كتابا أضع فيه الدلائل الإسلامية على ما جاء فيه لأن أكثر ما جاء فيه له أصول في الدين الإسلامي سواء في القرآن الكريم أو السنة النبوية، ثم شق علي الأمر كما أنني أدركت أنه ينقصني الكثير لأقوم بهذا العمل بشكل يليق بالفكر الإسلامي.

ولعل هذا خير إذ وقع في يدي كتاب "جدد حياتك" لمحمد الغزالي، والذي قام فيه بما تمنيته، ورغم اني لا أحب قراءة الكتب التي تحمل نفس الأفكار مرتين إلا أن تناول الأفكار من منطلق جديد يجعلها كالأفكار الجديدة.

وقد قام المؤلف بمجهود رائع ومثمر في هذا الكتاب، أولا من جهة اللغة، فقد أعجبني كثيرا أن يتناول هذه الفكرة كاتب عربي مهتم باللغة والأدب لا مجرد كاتب يكتب جملا لا تتعدى كونها مفيدة إلى مخاطبة العمق الشعوري لدى القاريء.

وكذلك فقد وفق بامتياز بين الأفكار التي حاءت في كتاب كارنيجي وبين الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة والآثار وامتاز بإضفائه النزعة الدينية واليقين بالله في تلك الأفكار مما أحياها ومنحها وجودا حقيقيا وخاصة فيما يرتبط بالإيمان بما بعد الموت.

غير أن ما أخذته على المؤلف رحمه الله في هذا الكتاب أن ثمة أمور هي كما معظم امورنا ذات طرفين ووسط فتحتمل الغفراط والتفريط والوسطية، وقد تناول المؤلف أحد طرفيها وتجاهل الىخر مما أوحى بانتفاء الوسط، ومن ذلك فكرة التقليد والتشبه، فلم يوضح الكاتب أن التقليد كما يمكن ان يكون مضرا فإنه من الممكن أن يكون مفيدا وأن حياتنا في مجملها تقليد إلا فيما نبدع فيه، ونسى الكاتب قوله صلى الله عليه وسلم "من تشبه بقوم فهو منهم" وقول الشاعر:

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلم = إن التشبه بالرجال فلاح

باختصار، فات المؤلف أن يفرق بين الاقتداء الحسن والتقليد الأعمى...

وهناك نقطة أخرى أُنسيتها ربما لأنني لم اكتب هذه المراجعة إلا بعد أن انتهيت من الكتاب ولم أدون خلال كتابتي ما ابتدرني حوله.

وثمة زلة أرى أن المؤلف سقط فيها وهي قوله "إن الألوف اتي وهت صلتها بالدين في أقطار الغرب، وتجهمت للبيع والكنائس ليست كافرة بالله، ولا خارجة عن سنن الفطرة مادامت تتجه إليه وفق فهمها البسيط"، في كلامه هذا وحتى نهاية القطعة التي اقتبس منها أرى أن المؤلف أخطأ خطأ شنيعا بزعمه أن هؤلاء معذورون لأنهم لا يعرفون القرآن.. وهذا أمر يحتاج لبحث عميق ولا يسهل إطلاق الكلام فيه كما فعل المؤلف بل هو يقع – إن وقع- في حالات منفردة تقاس بعينها، فمعلوم أن من لم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا من عند الله ممن أتى بعده كافر مخلد في النار.. وإن كان منطق المؤلف هو علمهم، فإنه لا يعذر به إذا لم يبحث عنه أو يكونوا على أقل تقدير من أهل الأعراف، وليس يتصور أحدا لم يسمع في أياما هذه عن الإسلام، فكان الأصوب ألا يطلق الكلام بحيث يدع لبعض الجهال ذريعة للادعاء أن غير المسلمين سيدخلون الجنة دون إيمان بأن محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله، وهؤلاء الفلاسفة أو العلماء الذين يتكلم عنهم المؤلف لابد مع سعة اطلاعهم أن يكونوا سمعوا عن الإسلام بل وعن أديان وضعية كثيرة أخرى، ولو افترضنا أنهم لم يعرفوه، فأي شيء أهم في حياة الإنسان من مصيره بعد الموت ذلك اللغز المحير للجميع، فلو افترضنا أنهم توصلوا لما زعمه المؤلف فيستحيل على عاقل فضلا عن عالم أو فيلسوف أو باحث أن يقف عند هذا الحد دون أن يبحث في جميع الاديان ليجد ضالته فإنه إن لم يفعل فهو غير مهتم أصلا وبهذا يكفر وإن فعل ثم لم يقتنع أو لم يعجبه الغسلام فهو كافر أيضا.

الخلاصة أن هذا الكتاب رائع –عدا ما نوهت إليه- ويغني المسلم –من حيث الفائدة- عن كتاب كارنيجي، بل وربما يزيد عليه نفعا، لكن المتعة في كتاب كارنيجي من حيث الأسلوب وتلك القصص التي سردها لا تضاهى لذا أنصح بقراءة الكتابين متتاليين.

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق