حياة في الإدارة > مراجعات كتاب حياة في الإدارة > مراجعة Ahmad Ashkaibi

حياة في الإدارة - غازي القصيبي
أبلغوني عند توفره

حياة في الإدارة

تأليف (تأليف) 4.4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

قبل أن أكتب رأيي في الكتاب أحب أن أشكر صديقي خالد المغربي على توصيته لي به.. وعلى تعريفي بالدكتور غازي القصيبي... فشكرا لك أخي خالد...

لم أقرأ من قبل كتابا في الإدارة غير كتب الإدارة الهندسية التي فرضت علينا أثنا الدراسة...ولم أكن قد قرأت لغازي القصيبي من قبل.. لكنني قررت الأخذ بنصيحة صديقي وخوض المغامرة مع هذا الكتاب..

هذا الكتاب..

إنه أحد تلك الكتب التي عندما تبدأ بقراءتها فإنك تقول لنفسك: لماذا لم أقرأ هذا الكتاب من قبل؟

حياة في الإدارة.. سيرة الدكتور غازي القصيبي الإدارية منذ دخوله المدرسة وهو طفل صغير وحتى تعيينه سفيرا في بريطانيا...

يضعها بكل ما فيها من خبرة إدارية دسمة بين يديك...

يقع الكتب في فصل واحد.. يتحدث فيه القصيبي عن الجانب الإداري في حياته الزاخرة بالتجارب والخبرات الفريدة... يحاول الدكتور غازي أن يكون موضوعيا قدر الإمكان فلا يستطرد إلا عند الحاجة ..ولإيضاح أمر معين عن طرق سوق أمثلة أو ما شابه...

ليس من السهل على رجل مثل الدكتور غازي القصيبي شغل مناصب حساسة في الدولة أن يكتب هذه السيرة الإدارية.. ولذلك فإنه في مقدمة كتابه يوضح موقفه من كتابته لهذه السيرة ويبين مواطن الصعوبة في نشر أمر كهذا للعلن خاليا من الانتقاد المباشر لبعض الجهات وإفشاء أسرار الوظائف التي شغلها... ثم يخلي طرفه أمام القارئ فيقول: "لا أزعم أنني قلت هنا الحقيقة كاملة ولكني أرجو أن يكون كل ما قلته هنا حقيقة".. أسلوب راق في التعامل مع الفارئ...

يمتلك القصيبي قدرا كبيرا من الصراحة والجرأة... ولا يخجل من ذكر بعض أخطائه ولا من حبه للأضواء والإعلام.. ويقول:"لا يمكن أن يكون القائد الإداري فعالا إذا ظلت منجزاته طي الكتمان"...وهو كذلك يعطي مثالا للتفاني في العمل فهو لا يبيت وعلى مكتبه ورقة بحاجة إلى توقيع روتيني..

للقصيبي أسلوب جميل سلس في الكتابة يأسرك منذ الصفحة الأولى.. فهو شاعر كما هو كاتب.. وتستطيع لمس قلب الشاعر في حديثه الرفيق اللطيف... فتشعر وكأنك في جلسة هادئة مع صديق قديم في حديث ودي صريح بينما تشربان معا كوبا من القهوة...

في بداية الكتاب يخبرنا الدكتور غازي كيف اختار طريق العلم والإدارة في الحياة بدلا عن التجارة.. موفرا بذلك الوقت الذي قد يضيعه في خوض تجربة فاشلة في التجارة..

درس الدكتور القصيبي الماجستير في أمريكا والدكتوراة في بريطانيا ثم عاد ليدرّس في جامعة الملك سعود في اللملكة العربية السعودية- الوظيفة التي يحبها جدا.. وهو يبين لنا فلسفته في التدريس وطريقة تعامله مع كل من الطلاب والأساتذة والعميد...

يقول الدكتور غازي في معرض حديثه عن أسلوبه في التدريس: " لا يمكن للمادة أن تكون مفيدة ما لم تكن مشوقة.. ولا يمكن أن تكون مشوقة ما لكن مبسطة..ولا يمكن للمادة أن تكون مفيدة ومشوقة ومبسطة ما لم يبذل المدرس أضعاف الجهد الذي يبذله الطالب.."..

يترك القصيبي الجامعة ليعمل مديرا للمؤسسة العامة لسكة الحديد.. ومن ثم وزيرا للصناعة والكهرباء ... ثم وزيرا للصحة .. ثم سفيرا للمملكة في البحرين...وفي نهاية الكتاب يترك البحرين ليعمل سفيرا في بريطانيا... رحلة إدارية شيقة يتحفنا فيها القصيبي بخبرته الزخمة..ودروسه القيمة... وطرائفه الممتعة.. ..

يمثل هذا الكتاب دورة شاملة وسريعة في الإدارة... فهو يسوق لك الأحداث ثم يتوقف لحظة لتأمل ما حدث ويعطي درسا للقارئ "المتعلم".. فيقول: "هنا درس للإداري الناشيئ....يجب (كذا وكذا)..".. ولقد استفدت شخصيا من دروس الدكتور القصيبي الإدارية بشكل كبير...

إن ما لمسته في سيرة حياة القصيبي الإدارية من نجاح يؤكد ما خلصت إليه سابقا عندما قرأت سيرا أخرى لقادة عظام...وهو أن النجاح في القيادة أو في الإدارة مرتبط ارتباطا وثيقا بالحب والإخلاص للوطن.... الحب يدفعك بأن تنظر للمصلحة العامة وكأنها مصلحتك الشخصية.. والإخلاص يجعلك عليك رقيبا منك على نفسك....

عندما انتهيت من قراءة هذا الكتاب.. شعرت بالحزن الشديد...شعرت وكأنني أودع صديقا عزيزا صحبته عمرا من الزمن...تمنيت فعلا لو لم ينته الكتاب... ... لا يسعني إلا أن أقول: رحم الله غازي القصيبي...

Facebook Twitter Link .
4 يوافقون
3 تعليقات