أنا، هي والأخريات > مراجعات رواية أنا، هي والأخريات > مراجعة أمل لذيذ

أنا، هي والأخريات - جنى فواز الحسن
تحميل الكتاب

أنا، هي والأخريات

تأليف (تأليف) 2.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

رواية (أنا، هي و الأخريات ) للكاتبة جنى فواز الحسن ، فيها رواية بطلتها القادمة من شمال لبنان المحافظ تبحث عن هويتها ، فهي في رحلة بحث متواصلة لتتعمق فيما يدور في ذاتها ، و هي تنظر للعالم تحاول أن تعثر على نفسها ، هي تتأمل عائلتها ساعية لملامسة ملامح تشبهها في ملامحهم، هي تغوص في مواقف صديقاتها لعلها تجد موقفها معهم ،هي غارقة في كل ذلك حتى يأتي أحد لإنقاذها أو تنتشل نفسها مما هي أو يحدث شيء ما يغرقها أكثر !

فالأنا هي تلك الفتاة المطيعة التي تربت بصورة هي أقرب للتقليدية بالرغم من شيوعية والدها ،و برودة مشاعر والدتها حسب وصفها ،هي أيضا الفتاة التي تزوجت من شخص لم تألف طباعه و لم تمتحن معدنه قبل الإرتباط به ،فكانت النمطية أيضا مرافقة لزواجها كما هي نمطية ترتيب والدتها لأثاث البيت و ردودها الفاترة و الدرامية ،و كما هي نمطية والدها في إنهماكه بالقراءة و قضاياه القومية ،فحياتها كانت سائرة وفق هذا النمط و لا تحيد عنه ، هي تتبع العادات و التقاليد دون أن تفهمها ، هي تكتم أسئلتها حول الدين حتى لا يتم تكفيرها ، هي هادئة لا تثور على هذا العالم بالألوان التي تعشقها ، هي صامتة حتى لا تؤذي أحدا و حتى لا يتم تأنيبها ، هي طفلة تريد رؤية الجنة و معرفة الله.

و "هي " تكمن فيها ،و إن لم يراها الكثير ممن يعتقدون بإنهم يعرفونها ، هي كانت معها منذ الطفولة ، هي وطدت علاقتها معها في الأوقات التي أحاط بها خيالها، تلك الأوقات التي عقدت فيها صداقات مع شخوص من نسج خيالها ، و هي قد أسرت بأسرارها لتلك الشخوص و فضفضت لها بنيتها في التمرد،و هي ظلت وفية لهذه الصداقات و إن ضمتها في أول الآمر لحدود نفسها فقط ، و هي ظنت بأنها ربما ستنساها مع الأيام ،أو بأنها ستحتفظ بها دون أن يدري أحد ، فهي لطالما أتقنت هذه اللعبة و أجادتها، و ما حصل كان العكس عندما كبرت ، فهذه ال "هي" قد تملكتها و إنتشرت ملامحها في كل مساماتها ، هذه الروح الرافضة للتعنيف اللفظي و الجسدي ،هذه الروح التي تخالف العادات و التقاليد بجسارة و هي ضاحكة، هذه الروح التي صارت تواجه من يدعون التدين و باتت ساخرة من سلوكياتهم و تناقضاتهم ، هذه الروح التي لا تزال تؤرقها فكرة بأنها لم تخضع لتربية دينية بالقدر الذي تراه كافيا ،هذه الروح التي تستمتع بأخذ ثأرها و إن تم ذلك في الخفاء، و هي لم يعد يهمها ما هو أسلوب الثأر ، فالمهم بالنسبة لها هو أن تثأر،إنها الروح الشاردة عن واقعها .

أما "الأخريات "، فهن أمها بخيبتها في تحقيق السعادة ، و عمتها التي عارضت و ناضلت فعاشت وحيدة، و زوجة ربيع التي لم تنشد الزواج و إنما نشدت رغد العيش ولذائذ الحياة ، و أم زوجها التي تتشدق بتدينها و تصرفاتها لا ترضي الدين ، و إبنة تلك المرأة و ما بها من عنجهية صارخة و نقص حقيقي مبطن، و الصديقات اللاتي مررن بحياتها خاصة في فترة مراهقتها و محاولاتهن إرضاء المجتمع ، و الصديقة التي إستفردت بقلبها كانت هالة ، هالة التي تقدم لنا ذاكرتها مواعيد مع تبعات التطرف الديني على الأسر كما حدث مع أخيها ، و مواعيد مع مرارة العوز المادي ، و مواعيد مع نظرة المجتمع للفتاة ، و مواعيد مع غصة المرض ، و مواعيد مع فقد شخص عزيز، و هناك مواعيد أخرى غير هذه المواعيد المسترسلة في الحزن ، و هي مواعيد تعلم أشياء جديدة ، و مواعيد حلم بأحلام مترامية ، و مواعيد فيها دعوات لفرح غض، و هذه الذاكرة جعلت من هالة مثالا متشابها مع الأخريات في المآسي و ربما تكون مآسيها أشد منهم، و كذلك مثالا مختلفا عنهن نظرا للأسلوب الذي إنتهجته هالة في التعامل مع المآسي ، وهو أسلوب مواصلة الفرح بما في الحياة، و "هي " جربت أخذ ملامح الآخريات في فترات مختلفة من حياتها ،و حاولت التأسي بهن ، و من ثم إبتعدت عنهن بإستثناء هالة ،هالة التي تحفها هالة الحياة .

رواية (أنا ، هي و الأخريات) للأديبة جنى فواز الحسن ترويها لنا في البداية إمرأة بروح طفلة ، طفلة تلهو في رواية أحداث حياة مثلما تلهو في رواية الحكايا لألعابها، و إن لم تستمع الألعاب لها ، ثم تنهي كلامها كإمرأة ناضجة عرفت أو حسبت بأنها عرفت من تكون بعيدا عن ألعابها .

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق