اعتراف تولستوى > مراجعات كتاب اعتراف تولستوى > مراجعة أمل لذيذ

اعتراف تولستوى - ليو تولستوي, سامر كروم, رياض عاشور
أبلغوني عند توفره

اعتراف تولستوى

تأليف (تأليف) (ترجمة) (تحقيق) 3.8
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

ما الذي يمكن أن يحدث إذا أخذ القلم حريته كاملة؟ ماذا سيقول القلم إذا غافل صاحبه و شرع في الكتابة؟ أي حروف سيبعثرها إذا تحرر من طقوس الرتابة؟ أي عبارات ستصدر من حبره و هو في حالة بعد عن بديهيات إعتادها العقل و شواغل غطت القلب؟ أي رتوش سيخط بها و هو فار من عيون العادات و التقاليد؟ كيف يكون الحال عندما يلكز القلم الأنامل الممسكة به و يأبى الإملاء منها ؟!

القلم الذي كتب به الأديب الروسي تولستوي كتاب (إعتراف تولستوي) كان من النوع الموصوف أعلاه ، فقلم تولستوي جاد علينا بإعترافات مدوية عن ذاته و حياته و آراءه و إسهاماته الفكرية و الأدبية و المجتمعية ، إعترافات دويها قد ينسف ما تصوره البعض عن تولستوي ، تولستوي إبن العائلة الإستقراطية و المكانة الإجتماعية البارزة للعيان و كاتب المؤلفات الأدبية التي لا يشق لها غبار، قلمه لم يلتفت إلى صيت تولستوي و هو يسرد الإعترافات ، و لم توقفه حياة تولستوي كإنسان و بإن لديه عائلة زوجة و ذرية ، بالعكس القلم كان مندفعا أكثر لإن تولستوي كان في أوج عطاءه و في علو إجتماعي و في مرحلة عمرية تتسم بالنضج ، أمانة القلم في طرحه مميزة خاصة في وصف وقفات إعادة التفكير ، و من ثم وقفات تشكيل قناعات جديدة للكاتب و وقفات تمحيص موروثاته الدينية ، و العودة للنهل منها بذهن متقد منفتح و ليس لمجرد التبعية .

فتولستوي ناقش بشكل تأملي جذاب حاجة الفرد للإشباع الروحي ، و إشباع الروح يتم بتزويدها بجرعات روحانية و بإقترابها من خالقها ، فهذه الجرعات تؤدي إلى تدفق الراحة ، الراحة التي كان ينشدها تولستوي كثيرا و حاول نيلها في كل تنقلاته ، فإذا بها تأتيه من رجعته لرحاب ربه ، فنفسه التي ضعضعتها ملذات الحياة الفانية لإنغماسها فيها كثيرا صارت أوضاعها مستتبة ، و السكينة باتت منها و فيها .

و أيضا قام تولستوي بالإعتراف بأنه كان يعيش خدعة مع عدد من المثقفين في عصره ، و هي خدعة ما زالت مستمرة إلى الآن كما أرى عند البعض من مثقفينا اليوم ، فهو يعترف بأنه كان و لفترة ليست بالقصيرة مثقفا بلا قضية مؤثرة من النوع الذي يستميت حاملها من أجلها ، فكان يضع المال نصب عينيه و هو يكتب ، و الشهرة كانت تحفه من كل جانب ، و بعد ذلك تيقظ حس المصداقية عنده لقلمه فصرح بما كان يجول في نفسه .

كتاب (إعتراف تولستوي) كتبه تولستوي بقلمه الصريح بحبر ضميره المستفيق !

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق